تفسير النسفي - النسفي - ج ٣ - الصفحة ١٧٠
الفرقان (44 - 41)) أعمالهم * (وإذا رأوك إن يتخذونك) * ان نافية * (إلا هزوا) * اتخذه هزؤا في معنى استهزأ به والأصل اتخذه موضع هزؤا ومهزوءا به * (أهذا الذي) * محكى بعد القول المضمر وهذا استصغار واستهزاء أي قائلين أهذا الذي * (بعث الله رسولا) * والمحذوف حال والعائد إلى الذي محذوف أي بعثه * (إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها) * ان مخففة من الثقيلة واللام فارغة وهو دليل على فرط مجاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوتهم وعرض المعجزات عليهم حتى شارفوا بزعمهم أن يتركوا دينهم إلى دين الاسلام لولا فرط لجاجهم ولستمساكهم بعبادة آلهتهم * (وسوف يعلمون حين يرون العذاب) * هو وعيد ودلالة على أنهم لا يفوتونه وان طالت مدة الامهال * (من أضل سبيلا) * هو كالجواب عن قولهم ان كاد ليضلنا لأنه نسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الضلال إذ لا يضل غيره الا من هو ضال في نفسه * (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) * أي من أطاع هواه فيما يأتي ويذر فهو عابد هواه وجاعله الهه فيقول الله تعالى لرسوله هذا الذي لا يرى معبودا الا هواه كيف تستطيع ان تدعوه إلى الهدى يروى أن الواحد من أهل الجاهلية كان يعبد الحجر فإذا مر بحجر أحسن منه ترك الأول وعبد الثاني وعن الحسن هو في كل متع هواه * (أفأنت تكون عليه وكيلا) * أي حفيظا تحفظه من متابعة هواه وعبادة ما يهواه أفأنت تكون عليه موكلا فتصرفه عن الهوى إلى الهدى عرفه ان اليه التبليغ فقط * (أم تحسب) * كأن هذه المذمة أشد من التي تقدمتها حتى حقت بالاضراب عنها إليها وهى كونهم مسلوبي الاسماع والعقول لأنهم لا يلقون إلى استماع الحق أذنا ولا إلى تدبره عقلا ومشبهين بالانعام التي هي مثل في الغفلة والضلالة فقد ركبهم الشيطان بالاستدلال لتركهم الاستدلال ثم هم أرجح ضلالة منها لأن الانعام تسبح ربها وتسجد له وتطيع من يعلفها وتعرف من يحسن إليها ممن يسئ إليها وتطلب ما ينفعها وتجتنب ما يضرها وتهتدى لمراعيها ومشاربها وهؤلاء لا ينقادون لربهم ولا يعرفون احسانه إليهم من إساءة الشيطان الذي هو عدوهم ولا يطلبون الثواب الذي هو أعظم المنافع ولا يتقون العقاب الذي هو أشد المضار والمهالك ولا يهتدون للحق الذي هو المشرع الهنى والعذب الروى وقالوا للملائكة روح وعقل والبهائم نفس وهوى والآدمى مجمع الكل ابتلاء فان غلبته النفس والهوى فضلته الانعام وان غلبته الروح والعقل فضل الملائكة الكرام وإنما
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»