تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٧٦
الأنفال (74 _ 75)) * (معكم فأولئك منكم) * جعلهم منهم تفضيلا وترغيبا * (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض) * وأولوا القرابات أولى بالتوارث وهو نسخ للتوارث بالهجرة والنصرة * (في كتاب الله) * في حكمه وقسمته أو في اللوح أو في القرآن وهو آية المواريث وهو دليل لنا على توريث ذوى الأرحام * (أن الله بكل شيء عليم) * فيقضى بين عباده بما شاء من أحكامه قسم الناس أربعة أقسام قسم آمنوا وهاجروا وقسم آمنوا ونصروا وقسم آمنوا ولم يهارجروا وقسم كفروا ولم يؤمنوا سورة التوبة مدنية وهى مائة وتسع وعشرون آية كوفي ومائة وثلاثون غيره التوبة (1)) لها أسماء التوبة المقشقشة المبعثرة المشردة المخزية الفاضحة المثيرة الحافرة المنكلة المدمدمة لأن فيها التوبة على المؤمنين وهى تقشقش من النفاق أي تبرئ منه وتبعثر عن أسرار المنافقين وتبحث عنها وتثيرها وتحفر عنها وتفضحهم وتنكلهم وتشردهم وتخزيهم وتدمدم عليهم وفى ترك التسمية في ابتدائها أقوال فعن على وابن عباس رضي الله عنهم أن بسم الله أمان وبراءة نزلت لرفع الأمان وعن عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزلت عليه سورة أو آية قال اجعلوها في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا وتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أين نضعها وكانت قصتها تشبه قصة الأنفال لأن فيها ذكر العهود وفى براءة نبذ العهود فلذلك قرنت بينهما وكانتا تدعيان القرينتين وتعدان السابعة من الطوال وهى سبع وقيل اختلف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم الأنفال وبراءة سورة واحدة نزلت في القتال وقال بعضهم هما سورتان فتركت بينهما فرجة لقول من قال هما سورتان وتركت بسم الله لقول من قال هما سورة واحدة * (براءة) * خبر مبتدأ محذوف أي هذه براءة * (من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين) * من لابتداء الغاية متعلق بمحذوف وليس بصلة كما في قولك برئت من الدين أي هذه براءة واصلة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم كما تقول كتاب من فلان إلى فلان أو مبتدأ لتخصيصها بصفتها والخبرالى الذين عاهدتم كقولك رجل من بنى تميم في الدار والمعنى أن الله ورسوله
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»