تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٨٠
التوبة (9 _ 13)) وهو اتباع الأهواء والشهوات * (فصدوا عن سبيله) * فعدلوا عنه وصرفوا غيرهم * (إنهم ساء ما كانوا يعملون) * أي بئس الصنيع صنيعهم * (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة) * لا تكرار لأن الأول على الخصوص حيث قال فيكم والثاني على العموم لأنه قال في مؤمن * (وأولئك هم المعتدون) * المجاوزون الغاية في الظلم والشرارة * (فإن تابوا) * عن الكفر * (وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم) * فهم اخوانكم على حذف المبتدأ * (في الدين) * لا في النسب * (ونفصل الآيات) * ونبينها * (لقوم يعلمون) * يفهمون فيتفكرون فيها وهذا اعتراض كأنه قيل و إن من تأمل تفصيلها فهو العالم تحريضا على تأمل ما فصل من أحكام المشركين المعاهدين وعلى المحافظة عليها * (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم) * أي نقضوا العهود المؤكدة بالإيمان * (وطعنوا في دينكم) * وعابوه * (فقاتلوا أئمة الكفر) * فقاتلوهم فوضع أئمة الكفر موضع ضميرهم وهم رؤساء الشرك أو زعماء قريش الذين هموا بإخراج الرسول وقالوا إذا طعن الذمي في دين الإسلام طعنا ظاهر أجاز قتله لأن العهد معقود معه على ألا يطعن فإذا طعن فقد نكث عهده وخرج من الذمة أئمة بهمزتين كوفي وشامى الباقون بهمزة واحدة غير ممدودة بعدها ياء مكسورة أصلها أأممة لأنها جمع إمام كعماد وأعمدة فنقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة الساكنة وأدغمت في الميم الأخرى فمن حقق الهمزتين اخرجهما على الأصل ومن قلب الثانية ياء فلكسرتها * (إنهم لا أيمان لهم) * و إنما أثبت لهم الأيمان في قوله و إن نكثوا أيمانهم لأنه أراد أيمانهم التي اظهروها ثم قال لا أيمان لهم على الحقيقة وهو دليل لنا على أن يمين الكافر لا تكون يمينا ومعناه عند الشافعي رحمه الله أنهم لا يوفون با لأن يمينهم يمين عنده حيث وصفها بالنكث لا إيمان شامي اي لا إسلام * (لعلهم ينتهون) * متعلق بفقاتلوا أئمة الكفر وما بينهما اعتراض أي ليكن غرضكم في مقاتلتهم أنتهاءهم عما هم عليه بعد ما وجد منهم من العظائم وهذا من غاية كرمه على المسىء ثم حرض على القتال فقال * (ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم) * التي حلفوها في المعاهدة * (وهموا بإخراج الرسول) * من مكة * (وهم بدؤوكم أول مرة) * بالقتال والبادىء أظلم فما يمنعكم من أن تقاتلوهم وبخهم بترك مقاتلتهم وحضهم عليها ثم وصفهم بما يوجب الحض عليها من
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»