تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٧٧
التوبة (2 _ 3)) قد برئا من العهد الذي عاهدتم به المشركين و أنه منبوذ إليهم * (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر) * فسيروا في الأرض كيف شئتم والسيح السير على مهل روى أنهم عاهدوا المشركين من أهل مكة وغيرهم فنكثوا إلا ناسا منهم وهم بنوا ضمرة وبنو كنانة فنبذ العهد إلى الناكثين وأمروا أن يسيحوا في الأرض أربعة أشهر آمنين أين شاءوا ولا يتعرض لهم وهى الأشهر الحرم في قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين وذلك لصيانة الأشهر الحرم من القتل والقتال فيها وكان نزولها سنة تسع من الهجرة وفتح مكة سنة ثمان وكان الأمير فيها عتاب بن أسيد وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على موسم سنة تسع ثم أتبعه عليا راكب العضباء ليقرأها على أهل الموسم فقيل له لو بعثت بها إلى أبى بكر فقال لا يؤدى عنى إلا رجل منى فلما دنا على سمع أبو بكر الرغاء فوقف وقال هذا رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما لحقه قال أمير أو مأمور قال مأمور فلما كان قبل التروية خطب أبو بكر وحثهم على مناسكهم وقام على يوم النحر عند جمرة العقبة فقال يا أيها الناس إني رسول الله إليكم فقالوا بماذا فقرأ عليهم ثلاثين أو أربعين آية ثم قال أمرت بأربع أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مؤمنة و أن يتم إلى كل ذي عهد عهده فقالوا عند ذلك يا علي أبلغ ابن عمك أنا قد نبذنا العهد وراء ظهورنا و أنه ليس بيننا وبينه عهد إلا طعن بالرماح وضرب بالسيوف والأشهر الأربعة شوال وذو القعدة وذو الحجة والمحرم أو عشرون من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من ربيع الآخر وكانت حرما لأنهم اومنوا فيها وحرم قتلهم وقتالهم أو على التغليب لأن ذا الحجة والمحرم منها والجمهور على إباحة القتال في الأشهر الحرم و أن ذلك قد نسخ * (واعلموا أنكم غير معجزي الله) * لا تفوتونه و أن أمهلكم * (وأن الله مخزي الكافرين) * مذلهم في الدنيا بالقتل وفى الآخرة بالعذاب * (وأذان من الله ورسوله إلى الناس) * ارتفاعه كارتفاع براءة على الوجهين ثم الجملة معطوفة على مثلها و الاذان بمعنى الايذان وهو الاعلام كما أن الأمان والعطاء بمعنى الإيمان والاعطاء والفرق بين الجملة الأولى والثانية أن الأولى إخبار بثبوت البرءاة والثانية إخبار بوجوب الاعلام بما ثبت و إنما علقت البراءة بالذين عوهدوا من المشركين وعلق الأذان بالناس لأن البراءة مختصة بالمعاهدين والناكثين منهم واما الأذان فعام لجميع الناس من عاهدو من لم يعاهدوا من نكث من المعاهدين ومن لم ينكث * (يوم الحج الأكبر) * يوم عرفة لأن الوقوف بعرفة معظم افعال الحج أو يوم النحر لأن فيه تمام الحج من الطواف والنحر والحلق والرمي ووصف الحج بالأكبر لأن العمرة تسمى الحج الأصغر * (أن الله بريء من المشركين) * أي
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»