تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٨٧
التوبة (34 _ 36)) الأكل للأخذ * (بالباطل) * أي بالرشا في الأحكام * (ويصدون) * سفلتهم * (عن سبيل الله) * دينه * (والذين يكنزون الذهب والفضة) * يجوز أن يكون إشارة إلى الكثير من الأحبار والرهبان للدلالة على اجتماع خصلتين ذميمتين فيهم اخذ الرشا وكنز الأموال والضن بها عن الإنفاق في سبيل الخير ويجوز أن يراد المسلمون الكانزون غير المنفقين ويقرن بينهم وبين المرتشين من أهل الكتاب تغليظا وعن االنبى صلى الله عليه وسلم ما أدى زكاته فليس بكنز و إن كان باطنا وما بلغ أن يزكى فلم يزك فهو كنز و إن كان ظاهرا ولقد كان كثير من الصحابة رضي الله عنهم كعبد الرحمن بن عوف وطلحة يقتنون الأموال ويتصرفون فيها وما عابهم أحد ممن اعرض عن القنية لأن الاعراض اختيار للأفضل والاقتناء مباح لا يذم صاحبه * (ولا ينفقونها في سبيل الله) * الضمير راجع إلى المعنى لأن كل واحد منهما دنانير ودراهم فهو كقوله * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) * أو أريد الكنوز والأموال أو معناه ولا ينفقونها والذهب كما أن معنى قوله * فانى وقيار بها لغريب * وقيار كذلك وخصا بالذكر من بين سائر الأموال لأنهما قانون التمول وأثمان الأشياء وذكر كنزهما دليل على ما سواهما * (فبشرهم بعذاب أليم) * ومعنى قوله * (يوم يحمى عليها في نار جهنم) * أن النار تحمى عليها أي توقد و إنما ذكر الفعل لأنه مسند إلى الجار والمجرور أصله يوم تحمى النار عليها فلما حذفت النار قيل يحمى لانتقال الإسناد عن النار إلى عليها كما تقول رفعت القصة إلى الأمير فإن لم تذكر القصة قلت رفع إلى الأمير * (فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم) * وخصت هذه الأعضاء لأنهم كانوا إذا أبصروا الفقير عبسوا و إذا ضمهم وإياه مجلس ازوروا عنه وتولوا بأركانهم وولوه ظهورهم أو معناه يكون على الجهات الأربع مقاديمهم ومآخيرهم وجنوبهم * (هذا ما كنزتم لأنفسكم) * يقال لهم هذه ما كنزتموه لتنتفع به نفوسكم وما علمتم انكم كنزتموه لتستضربه أنفسكم وهو توبيخ * (فذوقوا ما كنتم تكنزون) * أي وبال المال الذي كنتم تكنزونه أو وبال كونكم كانزين * (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) * من غير زيادة والمراد بيان أن أحكام الشرع تبتنى على الشهور القمرية المحسوبة بالأهلة دون الشمسية
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»