الأنفال 3 5 إلا إياه * (الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) * جمع بين اعمال القلوب من الوجل والاخلاص والتوكل وبين أعمال الجوارح من الصلاة والصدقة * (أولئك هم المؤمنون حقا) * هو صفة لمصدر محذوف أي أولئك هم المؤمنون إيمانا حقا أو مصدر مؤكد للجلة التي هي أولئك هم المؤمنون كقولك هو عبد الله حقا أي حق ذلك حقا وعن الحسن رحمه الله أن رجلا سأله أمؤمن أنت قال إن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث والحساب فانا مؤمن و إن كانت تسألني عن قوله إنما المؤمنون الآية فلا أدرى انا منها أم لاوعن الثوري من زعم أنه مؤمن باله حقا ثم لم يشهد أنه أهل الجنة فقد امن بنصف ا لاية أي كما لا يقطع بأنه من أهل ثواب المؤمنين حقا فلا يقطع بأنه مؤمن حقا وبهذا يتشبث من يقول انا مؤمن إن شاء الله وكان أبو حنيفة رحمه الله لا يقول ذلك وقال لقتادة لم تستثنى في إيمانك قال اتباعها لإبراهيم في قوله * (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين) * فقال له هلا اقتديت به في قوله أو لم تؤمن قال بتي وعن إبراهيم التيمي قل انا مؤمن حقا فإن صدقت أثبت عليه و إن كذبت فكفرك أشد من كذبك وعن ابن عباس رضي الله عنهما من لم يكن منافقا فهو مؤمن حقا وقد احتج عبد الله فقال أنا أحمد حقا فقال حيث سماك والداك لا تستثنى وقد سماك الله في القرآن مؤمنا تستثنى * (لهم درجات) * مراتب بعضها فوق بعض على قدر الاعمال * (عند ربهم ومغفرة) * وتجاوز لسيآتهم * (ورزق كريم) * صاف عن كد الاكتساب وخوف الحساب الكاف في * (كما أخرجك ربك) * في محل النصب على أنه صفة لمصدر الفعل المقدر والتقدير قل الأنفال استقرت لله والرسول وثبتت مع كراهتم ثبات مثل ثبات اخراج ربك إياك من بيتك وهم كارهون * (من بيتك) * يريد بيته بالمدينة أو المدينة نفسها لأنها مهاجره ومسكنه فهي في اختصاصها به كاختصاص البيت لساكنه * (بالحق) * اخرادها ملتبسا بالحكمة والصواب * (وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) * في موضع الحال أي أخرجك في حال كراهتك وذلك أن عير قريش أقبلت من الشام فيها تجارة عظيمة ومعها أربعون راكبا منهم أبو سفيان فأخبر جبريل النبي عليه السلام فأخبر أصحباه فأعجبهم تلقى العير لكثرة الخير وقلة القوم فلما خرجوا علمت قريش بذلك فخرج أبو جهل بجميع أهل مكة وهو النفير في المثل السائر لا في العير ولا في النفي فقيل له إن
(٥٥)