الإسراء (60 _ 61)) له * (وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس) * واذكر إذ أوحيا إليك أن ربك أحاط بقريش علما وقدرة فكلهم في قبضته فلا تبال بهم وامض لأمرك وبلغ ما أرسلت به أو بشرناك بوقعة بدر وبالنصرة عليهم وذلك قوله سيهزم الجمع ويولون الدبر قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد فجعله كأن قد كان ووجد فقال أحاط بالناس على سنته في اخباره ولعل الله تعالى أراه مصارعهم في منامه فقد كان يقول حين ورد ماء بدر والله لكأني أنظر إلى مصارع القوم وهو يومىء إلى الأرض ويقول هذا مصرع فلان فتسامعت قريش بمااوحى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمر بدر وماارى في منامه مصارعهم فكانوا يضحكون ويسخرون ويستعجلون به استهزاء * (والشجرة الملعونة في القرآن) * أي وما جعلنا الشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس فإنهم حين سمعوا بقوله ان شجرة الزقوم طعام الأثيم جعلوها سخرية وقالوا ان محمد يزعم أن الجحيم تحرق الحجارة ثم يقول تنبت فيها الشجرة وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ذلك فإنه لا يمتنع ان يجعل الله الشجرة من جنس لا تأكله النار فوبر السمندل وهو دويبة ببلاد الترك يتخذ منه مناديل إذا اتسخت طرحت في النار فذهب الوسخ وبقى المنديل سالما لا تعمل فيه النار وترى النعامة تبتلع الجمر فلا يضرها وخلق في كل شجرة نارا فلا تحرقها فجاز أن يخلق في النار شجرة لا تحرقها والمعنى ان الآيات انما ترسل تخويفا للعباد وهؤلاء قد خوفوا بعذاب الدنيا وهو القتل يوم بدر وخوفوا بعذاب الآخرة وبشجرة الزقوم فما أثر فيهم ثم قال * (ونخوفهم) * أي بمخاوف الدنيا والآخرة * (فما يزيدهم) * التخويف * (إلا طغيانا كبيرا) * فكيف يخاف قوم هذه حالهم بارسال ما يقترحون من الآيات وقيل الرؤيا هي الاسراء والفتنة ارتداد من استعظم ذلك وبه تعلق من يقول كان الاسراء في المنام ومن قال كان في اليقظة فسر الرؤيا بالرؤيا وانما سماها رؤيا على قول المكذبين حيث قالوا له لعلها رؤيا رأيتها استبعادا منهم كما سمى أشياء بأساميها عند الكفرة كقوله فراغ إلى آلهتهم أين شركائي أو هي رؤيا انه سيدخل مكة والفتنة الصد بالحديبية فإن قلت ليس في القرآن ذكر لعن شجرة الزقوم قلت معناه والشجرة الملعون آكلها وهم الكفرة لأنه قال ثم انكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالؤون منها البطون فوصفت بلعن أهلها على المجاز ولأن العرب تقول لكل اطعام مكروه ضار ملعون ولأن اللعن هو الايعاذ من الرحمة وهي في أصل الجحيم في أبعد مكان من الرحمة * (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا) *
(٢٩٢)