الإسراء (73 _ 78)) بينها وبين النافية والمعنى ان الشأن قاربوا أن يفتنوك أي يخدعوك فاتنين * (عن الذي أوحينا إليك) * من أوامرنا ونواهينا ووعيدنا * (لتفتري علينا غيره) * لتتقول علينا ما لم نقل يعنى ما اقترحوه من تبديل الوعد وعيدا والوعيد وعدا * (وإذا لاتخذوك خليلا) * أي ولو اتبعت مرادهم لاتخذوك خليلا ولكنت لهم وليا وخرجت من ولايتي * (ولولا أن ثبتناك) * ولولا تثبيتنا وعصمتنا * (لقد كدت تركن إليهم) * لقاربت أن تميل إلى مكرهم * (شيئا قليلا) * ركونا قليلا وهذا تهييج من الله له وفضل تثبيت * (إذا) * لو قاربت تركن إليهم أدنى ركنة * (لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات) * لأذقناك عذاب الآخرة وعذاب القبر مضاعفين لعظيم ذنبك بشرف منزلتك ونبوتك كما قال يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة الآية وأصل الكلام لأذقناك عذاب الحياة وعذاب الممات لأن العذاب عذابان عذاب في الممات وهو عذاب القبر وعذاب في حياة الآخرة وهو عذاب النار والعذاب يوصف بالضعف كقوله فآتهم عذابا ضعفا من النار أي مضاعفا فكان أصل الكلام لأذقناك عذابا ضعفا في الحياة وعذابا ضعفا في الممات ثم حذف الموصوف وأقيمت الصفة مقامه وهو الضعف ثم أضيفت الصفة إضافة الموصوف فقيل ضعف الحياة وضعف الممات ويجوز ان يراد بضعف الحياة عذاب الحياة الدنيا وبضعف الممات ما يعقب الموت من عذاب القبر وعذاب النار وفي ذكر الكيدودة وتقليلها مع اتباعها الوعيد الشديد بالعذاب المضاعف في الدارين دليل على أن القبيح يعظم قبحه بمقدار عظم شأن فاعله ولما نزلت كان عليه السلام يقول اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين * (ثم لا تجد لك علينا نصيرا) * معينا لك يمنع عذابنا عنك * (وإن كادوا) * أي أهل مكة * (ليستفزونك) * ليزعجونك بعداوتهم ومكرهم * (من الأرض) * من أرض مكة * (ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون) * لا يبقون * (خلفك) * بعدك أي بعد إخراجك خلافك كوفي غير أبي بكر وشامى بمعناه * (إلا قليلا) * زمانا قليلا فإن الله مهلكهم وكان كما قال فقد أهلكوا ببدر بعد إخراجه بقليل أو معناه ولو أخرجوك لاستؤصلوا عن بكرة أبيهم ولم يخرجوه بل هاجر بأمر ربه وقيل من أرض العرب أو من أرض المدينة * (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا) * يعنى أن كل قوم أخرجوا رسولهم من بين ظهرانيهم فسنة الله أن يهلكهم ونصبت نصب المصدر المؤكد اي سن الله ذلك سنة * (ولا تجد لسنتنا تحويلا) * تبديلا * (أقم الصلاة لدلوك الشمس) *
(٢٩٦)