تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٤
الإسراء (65 _ 69)) العصيان * (وكفى بربك وكيلا) * لهم يتوكلون به في الاستعاذة منك أو حافظا لهم عنك والكل أمر تهديد فيعاقب به أو إهانة أي لا يخل ذلك بملكى * (ربكم الذي يزجي) * يجرى ويسير * (لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله) * يعنى الربح في التجارة * (إنه كان بكم رحيما وإذا مسكم الضر في البحر) * أي خوف الغرق * (ضل من تدعون إلا إياه) * ذهب عن أوهامكم كل من تدعونه في حوادثكم إلا إياه وحده فإنكم لا تذكرون سواه أو ضل من تدعون من الآلهة عن اغاثتكم ولكن الله وحده الذي ترجونه على الاستثناء المنقطع * (فلما نجاكم إلى البر أعرضتم) * عن الاخلاص بعد الخلاص * (وكان الإنسان) * اي الكافر * (كفورا) * للنعم * (أفأمنتم) * الهمزة للانكار والفاء للعطف على محذوف تقديره أنجوتم فأمنتم فحملكم ذلك على الاعراض * (أن يخسف بكم جانب البر) * انتصب جانب بيخسف مفعولا به كالأرض في قوله فخسفنا به وبداره الأرض وبكم حال والمعنى أن يخسف جانب البر أي يقلبه وأنتم عليه والحاصل أن الجوانب كلها في قدرته سواء وله في كل جانب برا كان أو بحرا سبب من أسباب الهلاك ليس جانب البحر وحده مختصا به بل إن كان الغرق في جانب البحر ففي جانب البر الخسف وهو تغييب تحت التراب والغرق تغييب تحت الماء فعلى العاقل أن يستوى خوفه من الله في جميع الجوانب وحيث كان * (أو يرسل عليكم حاصبا) * هي الريح التي تحصب أي ترمى بالحصباء يعنى أو ان لم يصبكم بالهلاك من تحتكم بالخسف أصابكم به من فوقكم بريح يرسلها عليكم فيها الحصباء * (ثم لا تجدوا لكم وكيلا) * يصرف ذلك عنكم * (أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم) * أي أم أمنتم أن يقوى دواعيكم يوفر حوائجكم إلى أن ترجعوا فتركبوا البحر الذي نجاكم منه فأعرضتم فينتقم منكم بأن يرسل عليكم * (قاصفا من الريح) * وهي الريح التي لها قصيف وهو الصوت الشديد أو هو الكاسر للفلك * (فيغرقكم بما كفرتم) * بكفرانكم النعمة وهو اعراضكم حين نجاكم * (ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا) * مطالبا من قوله فاتباع
(٢٩٤)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)، الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»