تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٥٤
النحل (26 _ 30)) القواعد وهي الأساطين هذا تمثيل يعنى أنهم سووا منصوبات ليمكروا بها رسل الله فجعل الله هلاكهم في تلك المنصوبات كحال قوم بنوا بنيانا وعمدوه بالأساطين بأن ضعضعت فسقط عليهم السقف وماتوا وهلكوا والجمهور على أن المراد به نمرود بن كنعان حين بنى الصرح ببابل طوله خمسة آلاف ذراع وقيل فرسخان فاهب الله الريح فخر عليه وعلى قومه فهلكوا فأتى الله أي أمره بالاستئصال * (فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) * من حيث لا يحتسبون ولا يتوقعون * (ثم يوم القيامة يخزيهم) * يذلهم بعذاب الخزي سوى ما عذبوا به في الدنيا * (ويقول أين شركائي) * على الإضافة إلى نفسه حكاية لإضافتهم ليوبخهم بها على طريق الاستهزاء بهم * (الذين كنتم تشاقون فيهم) * تعادون وتخاصمون المؤمنين في شأنهم تشاقون نافع أي تشاقونني فيهم لأن مشاقة المؤمنين كأنها مشاقة الله * (قال الذين أوتوا العلم) * أي الأنبياء والعلماء من أممهم الذين كانوا يدعونهم إلى الايمان ويعظونهم فلا يلتفتون إليهم ويشاقونهم يقولون ذلك شماتة بهم أو هم الملائكة * (إن الخزي اليوم) * الفضيحة * (والسوء) * العذاب * (على الكافرين الذين تتوفاهم الملائكة) * وبالياء حمزة وكذا ما بعده * (ظالمي أنفسهم) * بالكفر بالله * (فألقوا السلم) * أي الصلح والاستسلام اي اخبتوا وجاءوا بخلاف ما كانوا عليه في الدنيا من الشقاق وقالوا * (ما كنا نعمل من سوء) * وجحدوا ما وجد منهم من الكفران والعدواة فرد عليهم أولوا العلم وقالوا * (بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون) * فهو يجازيكم عليه وهذا أيضا من الشماتة وكذلك * (فأدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين) * جهنم * (وقيل للذين اتقوا) * الشرك * (ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا) * وإنما نصب هذا ورفع أساطير لأن التقدير هنا أنزل خيرا فأطبقوا الجواب على السؤال وثمة التقدير هو أساطير الأولين فعدلوا بالجواب عن السؤال * (للذين أحسنوا في هذه الدنيا) * أي آمنوا وعملوا الصالحات أو قالوا لا إله إلا الله * (حسنة) * بالرفع أي ثواب وأمن وغنيمة وهو بدل من خيرا لقول الذين اتقوا اي قالوا هذا القول فقدم عليه تسميته خيرا ثم حكاه
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»