تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٦
أي لطيف التدبير * (إنه هو العليم الحكيم) * بتأخير الآمال إلى الآجال أو حكم بالائتلاف بعد الاختلاف * (رب قد آتيتني من الملك) * ملك مصر * (وعلمتني من تأويل الأحاديث) * تفسير كتب الله أو تعبير الرؤيا ومن فيهما للتبعيض إذ لم يؤت إلا بعض ملك الدنيا وبعض التأويل * (فاطر السماوات والأرض) * انتصابه على النداء * (أنت وليي في الدنيا والآخرة) * أنت الذي تتولانى بالنعمة في الدارين وبوصل الملك الفاني بالملك الباقي * (توفني مسلما) * طلب الوفاة على حال الإسلام كقول يعقوب لولده ولا تموتن الا وأنتم مسلمون وعن الضحاك مخلصا وعن التستري مسلما إليك أمرى وفي عصمة الأنبياء انما دعا به يوسف ليقتدى به قومه ومن بعده ممن ليس بمأمون العاقبة لأن ظواهر الأنبياء لنظر الأمم إليهم * (وألحقني بالصالحين) * من آبائي أو على العموم وروى أن يوسف أخذ بيد يعقوب فطاف به في خزائنه فأدخله خزائن الذهب والفضة وخزائن الثياب وخزائن السلاح حتى أدخله خزانة القراطيس قال يا بنى ما اعقك عندك هذه القراطيس وما كتبت إلى على ثمان مراحل فقال امرني جبريل قال أوما تسأله قال أنت ابسط إليه منى فاسأله فقال جبريل الله امرني بذلك لقولك وأخاف أن يأكله الذئب فهلا خفتنى وروى أن يعقوب أقام معه أربعا وعشرين سنة ثم مات وأوصى ان يدفنه بالشام إلى جنب أبيه إسحاق فمضى بنفسه ودفنه ثمة ثم عاد إلى مصر وعاش بعد أبيه ثلاثة وعشرين سنة فلما تم أمره طلبت نفسه الملك الدائم فتمنى الموت وقيل ما تمناه نبي قبله ولا بعد فتوفاه الله طيبا طاهرا فتخاصم أهل مصر وتشاحنوا في دفنه كل يحب ان يدفن في محلتهم حتى هموا بالقتال فرأوا ان يعملوا له صندوقا من مرمر وجعلوه فيه ودفنوه في النيل بمكان يمر عليه الماء ثم يصل إلى مصر ليكونوا كلهم فيه شرعا حتى نقل موسى عليه السلام بعد أربعمائة سنة تابوته إلى بيت المقدس وولدا له افراثيم وميشا وولد لافراثيم نون ولنون يوشع فتى موسى ولقد توارثت الفراعنة من العماليق بعده مصر ولم تزل بنو إسرائيل تحت أيديهم على بقايا دين يوسف وآبائه * (ذلك) * إشارة إلى ما سبق من نبأ يوسف والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مبتدأ * (من أنباء الغيب نوحيه إليك) * خبران * (وما كنت لديهم) * لدى بنى يعقوب * (إذ أجمعوا أمرهم) * عزموا على ما هموا به من القاء يوسف في البئر * (وهم يمكرون) * بيوسف ويبغون له الغوائل والمعنى أن هذا النبأ غيب لم يحصل لك إلا من جهة الوحي لأنك لم تحضر بنى يعقوب حين اتفقوا على القاء أخيهم في البئر * (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) *
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»