تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٠١
يوسف (80 _ 84)) بقتالهم * (وهو خير الحاكمين) * لأنه لا يحكم إلا بالعدل * (ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا إن ابنك سرق) * وقرئ سرق أي نسب إلى السرقة * (وما شهدنا) * عليه بالسرقة * (إلا بما علمنا) * من سرقته وتيقنا إذ الصواع استخرج من وعائه * (وما كنا للغيب حافظين) * وما علمنا أنه سيسرق حين أعطيناك الموثق * (واسأل القرية التي كنا فيها) * يعنى مصر اي أرسل إلى أهلها فاسألهم عن كنه القصة * (والعير التي أقبلنا فيها) * وأصحاب العير وكانوا قوما من كنعان من جيران يعقوب عليه السلام * (وإنا لصادقون) * في قولنا فرجعوا إلى أبيهم وقالوا له ما قال لهم أخوهم * (قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا) * أردتموه وإلا فمن أدرى ذلك الرجل أن السارق يسترق لولا فتواكم وتعليمكم * (فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) * بيوسف وأخيه وكبيرهم * (إنه هو العليم) * بحالي في الحزن والأسف * (الحكيم) * الذي لم يبتلنى بذلك إلا لحكمة * (وتولى عنهم) * واعرض عنهم كراهة لما جاءوا به * (وقال يا أسفى على يوسف) * أضاف الأسف وهو أشد الحزن والحسرة إلى نفسه والألف بدل من ياء الإضافة والتجانس بين الأسف ويوسف غير متكلف ونحوه اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم وهم ينهون عنه وينأون عنه وتحسبون انهم يحسنون صنعا من سبأ بنبأ وإنما تأسف على يوسف دون أخيه وكبيرهم لتمادى أسفه على يوسف دون الآخرين وفيه دليل على أن الرزء فيه مع تقادم عهده كان غضا عنده طريا * (وابيضت عيناه) * إذ أكثر الاستعبار ومحقت العبرة سواد العين وقلبته لي بياض كدر وقيل قد عمى بصره وقيل يدرك إدراكا ضعيفا * (من الحزن) * لأن الحزن سبب البكاء الذي حدث منه البياض فكأنه حدث من الحزن قيل ما جفت عينا يعقوب من وقت فراق يوسف إلى حين لقائه ثمانين عاما وما على وجه الأرض أكرم على الله من يعقوب ويجوز للنبي عليه السلام أن يبلغ به الجزع ذلك المبلغ لأن الإنسان مجبول على أن لا يملك نفسه عند الحزن فلذلك حمد صبره ولقد بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم وقال القلب يجزع والعين تدمع ولا نقول ما يسخط الرب وإنا عليك يا إبراهيم لمحزونون وإنما المذموم الصياح والنياحة ولطم الصدور والوجوه وتمزيق الثياب * (فهو كظيم) * مملوء من الغيظ على
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»