تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٤
يوسف (92 _ 98)) أنى من حفدة إبراهيم * (وهو أرحم الراحمين) * أي إذا رحمتكم وأنا الفقير القتور فما ظنكم بالغنى الغفور ثم سألهم عن حال أبيه فقالوا أنه عمى من كثرة البكاء قال * (اذهبوا بقميصي هذا) * قيل هو القميص المتوارث الذي كان في تعويذ يوسف وكان من الجنة أمره جبريل أن يرسله اليه فان فيه ريح الجنة لا يفع على مبتلى ولا سقيم الا عوفي * (فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا) * يصر بصيرا تقول جاء البناء محكما أي صار أو يأت إلى وهو بصير قال يهوذا أما احمل قميص الشفاء كما ذهبت بقميص الجفاء وقيل حمله وهو حاف حاسر من مصر إلى كنعان وبينهما مسيرة ثمانين فرسخا * (وأتوني بأهلكم أجمعين) * لينعموا بآثار ملكي كما اغتموا بأخبار هلكى * (ولما فصلت العير) * خرجت من عريش مصر يقال فصل من البلد فصولا إذا انفصل منه وجاوز حيطانه * (قال أبوهم) * لولد ولده ومن حوله من قومه * (إني لأجد ريح يوسف) * أوجده الله ريح القميص حين أقبل من مسيرة ثمانية أيام * (لولا أن تفندون) * التفنيد النسبة إلى الفند وهو الحزن وانكار العقل من هرم يقال شيخ مفند والمعنى لولا تفنيدكم إياي لصدقتمونى * (قالوا) * أي اسباطه * (تالله إنك لفي ضلالك القديم) * لفي ذهابك عن الصواب قديما في إفراط محبتك ليوسف أو في خطئك القديم من حب يوسف وكان عندهم انه قد مات * (فلما أن جاء البشير) * اي يهوذا * (ألقاه على وجهه) * طرح البشير القميص على وجه يعقوب أو ألفاه يعقوب * (فارتد) * فرجع * (بصيرا) * يقال رده فارتده وارتده إذا ارتجعه * (قال ألم أقل لكم) * يعنى قوله انى لأجد ريح يوسف أو قوله ولا تيأسوا من روح الله وقوله * (إني أعلم من الله ما لا تعلمون) * كلام مبتدأ لم يقع عليه القول أو وقع عليه والمراد قوله انما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون وروى أنه سأل البشير كيف يوسف قال هو ملك مصر فقال ما أصنع بالملك على اي دين تركته قال على دين الإسلام قال الآن تمت النعمة * (قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين) * اي سل الله مغفرة ما ارتكبنا في حقك وحق ابنك انا تبنا واعترفنا بخطايانا * (قال سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم) * اخر الاستغفار
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»