تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢١٠
الرعد (4 _ 6)) حكيما قادرا * (وفي الأرض قطع متجاورات) * بقاع مختلفة مع كونها متجاورة متلاصقة طيبة إلى سبخة وكريمة إلى زهيدة وصلبة إلى رخوة وذلك دليل على قادر مدبر مريد موقع لأفعاله على وجه دون وجه * (وجنات) * معطوفة على قطع * (من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان) * بالرفع مكي وبصرى وحفص عطف على قطع غيرهم بالجر بالعطف على أعناب والصنوان جمع صنو وهي النخلة لها رأسان وأصلها واحد وعن حفص بضم الصاد وهما لغتان * (يسقى بماء واحد) * وبالياء عاصم وشامى * (ونفضل بعضها على بعض) * وبالياء حمزة وعلى * (في الأكل) * في الثمر وبسكون الكاف نافع ومكى * (إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) * عن الحسن مثل اختلاف القلوب في آثارها وأنوارها وأسرارها باختلاف القطع في أنهارها وأزهارها وثمارها * (وإن تعجب) * يا محمد من قولهم في انكار البعث * (فعجب قولهم) * خبر ومبتدأ أي فقولهم حقيق بأن يتعجب منه لأن من قدر على انشاء ما عدد عليك كانت الإعادة أهون شيء عليه وأيسره فكان انكارهم أعجوبة من الأعاجيب * (أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد) * في محل الرفع بدل من قولهم قرأ عاصم وحمزة كل واحد بهمزتين * (أولئك الذين كفروا بربهم) * أولئك الكافرون المتمادون في كفرهم * (وأولئك الأغلال في أعناقهم) * وصف لهم بالإصرار أو من جملة الوعيد * (وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * دل تكرار أولئك على تعظيم الأمر * (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة) * بالنقمة قبل العافية وذلك أنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بالعذاب استهزاء منهم بانذاره * (وقد خلت من قبلهم المثلات) * أي عقوبات أمثالهم من المكذبين فما لهم لم يعتبروا بها فلا يستهزءوا والمثلة العقوبة لما بين العقاب والمعاقب عليه من المماثلة وجزاء سيئة سيئة مثلها * (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) * أي مع ظلمهم أنفسهم بالذنوب ومحله الحال أي ظالمين لأنفسهم قال السدى يعنى المؤمنين وهى أرجى آية في كتاب الله حيث ذكر المغفرة مع الظلم وهو بدون التوبة فإن التوبة تزيلها وترفعها * (وإن ربك لشديد العقاب) * على
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»