تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٠
يوسف (78 _ 80)) لنا منكم بلاء متى أخذت هذا الصاع فقال بنو راحيل الذين لا يزال منكم عليهم بلاء ذهبتم بأخي فأهلكتموه ووضع هذا الصواع في رحلي الذي وضع البضاعة في رحالكم * (فأسرها) * أي مقالتهم أنه سرق كأنه لم يسمعها * (يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا) * تمييز أي أنتم شر منزلة في السرق لأنكم سرقتم أخاكم يوسف من أبيه * (والله أعلم بما تصفون) * تقولون أو تكذبون * (قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا) * في السن وفي القدر * (فخذ أحدنا مكانه) * أبدله على وجه الاسترهان أو الاستعباد فان أباه يتسلى به عن أخيه المفقود * (إنا نراك من المحسنين) * الينا فأتمم احسانك أو من عادتك الاحسان فاجر على عادتك ولا تغيرها * (قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده) * أي نعوذ بالله معاذا من أن نأخذ فأضيف المصدر إلى المفعول به وحذف من * (إنا إذا لظالمون) * إذا جواب لهم وجزاء لأن المعنى ان أخذنا بدله ظلمنا وهذا لأنه وجب على قضية فتواكم اخذ من وجد الصاع في رحله واستعباده فلو أخذنا غيره كان ذلك ظلما في مذهبكم فلم تطلبون ما عرفتم انه ظلم * (فلما استيأسوا) * يئسوا وزيادة السين والتاء للمبالغة كما مر في استعصم * (منه) * من يوسف واجابته إياهم * (خلصوا) * انفردوا عن الناس خالصين لا يخالطهم سواهم * (نجيا) * ذوى نجوى أو فوجا نجيا اي مناجيا لمناجاة بعضهم بعضا أو تمحضوا تناجيا لاستجماعهم لذلك وإفاضتهم فيه بجد واهتمام كأنهم في أنفسهم صورة التناجى وحقيقته فالنجى يكون بمعنى المناجى كالسمير بمعنى المسامر وبمعنى المصدر الذي هو التناجى وكان تناجيهم في تدير أمرهم على أي صفة يذهبون وماذا يقولون لأبيهم في شأن أخيهم * (قال كبيرهم) * في السن وهو روبين أو في العقل والرأي وهو يهوذا أو رئيسهم وهو شمعون * (ألم تعلموا أن أباكم قد أخذ عليكم موثقا من الله ومن قبل ما فرطتم في يوسف) * ما صلة أي ومن قبل هذا قصرتم في شأن يوسف ولم تحفظوا عهد أبيكم أو مصدرية ومحل المصدر الرفع على الابتداء وخبره الظرف وهو من قبل ومعناه وقع من قبل تفريطكم في يوسف * (فلن أبرح الأرض) * فلن أفارق أرض مصر * (حتى يأذن لي أبي) * في الانصراف اليه * (أو يحكم الله لي) * بالخروج منها أو بالموت أو
(٢٠٠)
مفاتيح البحث: العزّة (1)، الموت (1)، السرقة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»