تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٧٦
هود (116 _ 123)) من حب الرياسة والثروة وطلب أسباب العيش الهنيء ورفضوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ونبذوه وراء ظهورهم * (وكانوا مجرمين) * اعتراض وحكم عليهم بأنهم قوم مجرمون * (وما كان ربك ليهلك القرى) * اللام لتأكيد النفي * (بظلم) * حال من الفاعل أي لا يصح أن يهلك الله القرى ظالما لها * (وأهلها) * قوم * (مصلحون) * تنزيها لذاته عن الظلم وقيل الظلم الشرك أي لا يهلك القرى بسبب شرك أهلها وهم مصلحون في المعاملات فيما بينهم لا يضمون إلى شركهم فساد آخر * (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة) * أي متفقين على الإيمان والطاعات عن اختيار ولكن لم يشأ ذلك وقالت المعتزلة هي مشيئة قسر وذلك رافع للابتلاء فلا يجوز * (ولا يزالون مختلفين) * في الكفر والإيمان أي ولكن شاء أن يكونوا مختلفين لما علم منهم اختيار ذلك * (إلا من رحم ربك) * إلا ناسا عصمهم الله عن الاختلاف فاتفقوا على دين الحق غير مختلفين فيه * (ولذلك خلقهم) * أي واما هم عليه من الاختلاف فعندنا خلقهم للذي علم أنهم سيصيرون إليه من اختلاف أواتفاق ولم يخلقهم لغير الذي علم أنهم سيصيرن إليه كذا في شرك التأويلات * (وتمت كلمة ربك) * وهى قوله للملائكة * (لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين) * لعلمه بكثرة من يختار الباطل * (وكلا) * التنوين فهي عوض من المضاف إليه كأنه قيل وكل نبأ وهو منصوب بقوله * (نقص عليك) * وقوله * (من أنباء الرسل) * بيان لكل وقوله * (ما نثبت به فؤادك) * بدل من كلا * (وجاءك في هذه الحق) * أي في هذه السورة أو في هذه الأنباء المقتصة ما هو حق * (وموعظة وذكرى للمؤمنين) * ومعنى تثبيت فؤاده زيادة يقينه لأن تكاثر الأدلة أثبت للقلب * (وقل للذين لا يؤمنون) * من أهل مكة وغيرهم * (اعملوا على مكانتكم) * على حالكم وجهتكم التي أنتم عليها * (إنا عاملون) * على مكانتنا * (وانتظروا) * بنا الدوائر * (إنا منتظرون) * أن ينزل بكم نحو ما اقتص الله تعالى من النقم النازلة بأشباهكم * (ولله غيب السماوات والأرض) * لا تخفى عليه خافية مما يجرى فيها فلا تخفى عليه أعمالكم * (وإليه يرجع الأمر كله) * فلابد
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»