هود (111 _ 113)) * (ليوفينهم) * وهو جواب قسم محذوف واللام في لما موطئة للقسم والمعنى و إن جميعهم والله ليوفينهم * (ربك أعمالهم) * أي جزاء اعمالهم من ايمان وجحود وحسن وقبيح بعكس الأولى أبو بكر مخففان مكي ونافع على إعمال المخففة عمل الثقيلة اعتبارا لأصلها الذي هو التثقيل ولإن إن تشبه الفعل والفعل يعمل قبل الحذف وبعده نحو لم يكن ولم يك فكذا المشبه به مشددتان غيرهم وهو مشكل وأحسن ما قيل فيه أنه من لممت الشيء جمعته لما ثم وقف فصار لما ثم أجرى الوصل مجرى الوقف وجاز أن يكون مثل الدعوى والثروى وما فيه ألف التأنيث من المصادر وقرأ الزهري و إن كلا لما بالتنوين كقوله اكلا لما وهو يؤيد ما ذكرنا والمعنى وان كلا ملمومين أي مجموعين كأنه قيل وان كلا جميعا كقوله فسجد الملائكة كلهم أجمعون وقال صاحب الإيجاز لما فيه معنى الظرف وقد دخل في الكلام اختصار كأنه قيل و إن كلا لما بعثوا ليوفينهم ربك اعمالهم وقال الكسائي ليس لي بتشديد لما علم * (إنه بما يعملون خبير فاستقم كما أمرت) * فاستقم استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها غير عادل عنها * (ومن تاب معك) * معطوف على المستتر في استقم وجاز للفاصل يعنى فاستقم أنت وليسقتم من تاب عن الكفر ورجع إلى الله مخلصا * (ولا تطغوا) * ولا تخرجوا عن حدود الله * (إنه بما تعملون بصير) * فهو مجازيكم فاتقوه قيل ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم آية كان أشق عليه من هذه الآية ولهذا قال شيبتنى هود * (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا) * ولا تميلوا قال الشيخ رحمه الله هذا خطاب لاتباع الكفرة أي لا تركنوا إلى القادة والكبراء في ظلمهم وفيما يدعونكم إليه * (فتمسكم النار) * وقيل الركون إليهم الرضا بكفرهم وقال قتادة ولا تلحقوا بالمشركين وعن الموفق أنه صلى خلص الإمام فلما قرأ هذه الآية غشى عليه فلما أفاق قيل له فقال هذا فيمن ركن إلى من ظلم فكيف بالظالم وعن الحسن جعل الله الذين بين لاءين ولا تطغوا ولا تركنوا وقال سفيان في جهنم واد لا يسكنه إلا القراء الزائرون للملوك وعن الأوزاعي ما من شيء أبغض إلى الله من عالم يزور عاملا وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله في ارضه ولقد سئل سفيان عن ظالم أشرف على الهلاك في برية هل يسقى شربة ماء فقال لا فقيل له يموت فقال دعه يموت * (وما لكم من دون الله من أولياء) * حال من قوله فتمسكم النار وأنتم على هذه الحالة ومعناه ومالكم من دون الله من أولياء يقدرون على منعكم من عذابه ولا يقدر على منعكم منه غيره * (ثم لا تنصرون) * ثم لا ينصركم هو لأنه
(١٧٤)