تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٨١
يوسف (15 _ 18)) جزاء الشرط إن لم نقدر على حفظ بعضنا فقد هلكت مواشينا إذا وخسرناها وأجابوا عن عذره الثاني دون الأول لأن ذلك كان يغيظهم * (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب) * أي عزموا على إلقائه في البئر وهى بئر على ثلاثة فراسخ من منزل يعقوب عليه السلام وجواب لما محذوف تقديره فعلوا به ما فعلوا من الأذى فقد روى أنهم لما برزوا به إلى البرية أظهروا له العداوة وضربوه وكادوا يقتلونه فمنعهم يهوذا فلما أرادوا إلقائه في الجب تعلق بثيابهم فنزعوها من يده فتعلق بحائط البئر فربطوا يديه ونزعوا قميصه ليلطخوه بالدم فيحتالوا به على أبيهم ودلوه في البئر وكان فيها ماء فسقط فيه ثم اوى إلى صخر فقام عليها وهو يبكى وكان يهوذا يأتيه بالطعام ويروى أن إبراهيم عليه السلام حين ألقى في النار جرد عن ثيابه فاتاه جبريل عليه السلام بقميص من حرير الجنة فألبسه إياه فدفعه إبراهيم إلى إسحاق وإسحاق إلى يعقوب فجعله يعقوب في تميمة علقها في عنق يوسف فأخرجه جبريل والبسه إياه * (وأوحينا إليه) * قيل أوحى إليه في الصغر كما أوحى إلى يحيى وعيسى عليهما السلام وقيل كان إذ ذاك مدركا * (لتنبئنهم بأمرهم هذا) * أي لتحدثن إخوتك بما فعلوا بك * (وهم لا يشعرون) * انك يوسف لعلو شأنك وكبرياء سلطانك وذلك أنه حين دخلوا عليه ممتارين فعرفهم وهم له منكرون دعا بالصواع فوضعه على يده ثم نقره فطن فقال إنه ليخبرني هذا الجام أنه كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف وأنكم ألقيتموه في غيابة الجب وقلتم لأبيه أكله الذئب وبعتموه بثمن بخس أو يتعلق وهم لا يشعرون بأوحينا أي آنسناه بالوحي وازلنا عن قلبه الوحشة وهم لا يشعرون ذلك * (وجاؤوا أباهم عشاء) * للاستتار والتجسر على الاعتذار * (يبكون) * حال عن الأعمش لا تصدق باكية بعد إخوة يوسف فلما سمع صوتهم فزع وقال مالكم با بنى هل أصابكم في غنمكم شيء قالوا لا قال فما بالكم وأين يوسف * (قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق) * أي نتسابق العدو أو في الرمي والافتعال والتفاعل يشتركان كالارتماء والترامي وغير ذلك * (وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا) * بمصدق لنا * (ولو كنا صادقين) * ولو كنا عندك من أهل الصدق والثقة لشدة محبتك ليوسف فكيف و أنت سئ الظن بنا غير واثق بقولنا * (وجاؤوا على قميصه بدم كذب) * ذي كذب أو وصف بالمصدر مبالغة كأنه نفس الكذب ويعنه كما يقال للكذاب هو الكذب بعينه والزور بذاته روى أنهم ذبحوا سخلة ولطخواالقميص بدمها وزل عنهم أن يمزقوه وروى أن يعقوب عليه السلام لم سمع بخبر يوسف صاح بأعلى صوته وقال اين القميص وأخذه وألقاه على وجهه وبكى حتى خضب وجهه بدم القميص وقال تالله
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»