تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٧٣
هود (108 _ 111)) * (وأما الذين سعدوا) * سعدوا حمزة وعلى وحفص سعد لازم وسعده يسعده متعد * (ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك) * هو استثناء من الخلود في نعيم الجنة وذلك أن لهم سوى الجنة ما هو أكبر منها وهو رؤية الله تعالى ورضوانه أو معناهاإلا من شاء أن يعذبه بقدر ذنبه قبل أن يدخله الجنة وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الاستثناء في الآيتين لأهل الجنة ومعناه ما ذكرنا أنه لا يكون للمسلم العاصي الذي دخل النار خلود في النار حيث يخرج منها ولا يكون له أيضا خلود في الجنة لأنه لم يدخل الجنة ابتداء والمعتزلة لما لم يروا خروج العصاة من النار ردوا الأحاديث المروية في هذا الباب وكفى به اثما مبينا * (عطاء غير مجذوذ) * غير مقطوع ولكنه ممتد إلى غير نهاية كقوله لهم أجر غير ممنون وهو نصب في المصدر أي أعطوا عطاء قيل كفرت الجهمية بأربع آيات عطاء غير مجذوذ أكلها دائم وما عند الله باق لا مقطوعة ولا ممنوعة لما قص الله قصص عبدة الأوثان وذكر ما أحل بهم من نقمه وما أعد لهم من عذابه قال * (فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء) * أي فلا تشك بعد ما أنزل عليك من هذه القصص في سوء عاقبة عبادتهم لما أصاب أمثالهم قبلهم تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعدة بالانتقام منهم ووعيدا لهم ثم قال * (ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل) * يريد أن حالهم في الشرك مثل حال آبائهم وقد بلغك ما نزل بآبائهم قسينزلن بهم مثله وهو استئناف معناه تعليل النهى عن المرية وما في مما وكما مصدرية أو موصولة أي من عبادتهم وكعبادتهم أو مما يعبدون من الأوثان ومثل ما يعبدون منها * (وإنا لموفوهم نصيبهم) * حظهم من العذاب كما وفينا آباءهم أنصباءهم * (غير منقوص) * حال من نصيبهم أي كاملا * (ولقد آتينا موسى الكتاب) * التوراة * (فاختلف فيه) * آمن به قوم وكفر به قوم كما اختلف في القرآن وهو تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم * (ولولا كلمة سبقت من ربك) * أنه لا يعاجلهم بالعذاب * (لقضي بينهم) * بين قوم موسى أو قومك بالعذاب المستأصل * (وإنهم لفي شك منه) * من القرآن أو من العذاب * (مريب) * من أراب الرجل إذا كان ذا ريبة على الإسناد المجازى * (وإن كلا) * التنوين عوض عن المضاف إليه يعنى و إن كلهم أي و إن جميع المختلفين فيه و إن مشددة * (لما) * مخفف بصرى وعلى ما مزيدة جئ بها ليفصل بها بين لام إن ولام
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»