النساء 133 _ 137 مكان جهر السوء * (أو تخفوه) * فتعملوه سرا ثم عطف العفو عليهما فقال * (أو تعفوا عن سوء) * أي تمحوه عن قلوبكم والدليل على أن العفو هو المقصود بذكر ابداء الخير واخفائه قوله * (فإن الله كان عفوا قديرا) * أي أنه لم يزل عفوا عن الآثام مع قدرته على الانتقام فعليكم أن تقتدوا بسنته * (إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض) * كاليهود كفروا بعيسى ومحمد عليهما السلام والإنجيل و القرآن وكالنصارى كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن * (ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا) * أي دينا وسطا بين الإيمان والكفر ولا واسطة بينهما * (أولئك هم الكافرون) * هم الكاملون في الكفر لأن الكفر بواحد كفر بالكل * (حقا) * تأكيد لمضمون الجملة كقولك هذا عبد الله حقا أي حق ذلك حقا وهو كونهم كاملين في الكفر أو هو صفة لمصدر الكافرين أي هم الذين كفروا كفرا حقا ثابتا يقينا لا شك فيه * (وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) * في الآخرة * (والذين آمنوا بالله ورسله ولم يفرقوا بين أحد منهم) * و إنما جاز دخول بين على أحد لأنه عام في الواحد المذكر والمؤنث وتثنيتهما وجمعهما * (أولئك سوف يؤتيهم) * وبالياء حفص * (أجورهم) * أي الثواب الموعود لهم * (وكان الله غفورا) * يستر السيئات * (رحيما) * يقبل الحسنات الآية تدل على بطلان قول المعتزلة في تخليد المرتكب الكبيرة لأنه أخبر أن من آمن بالله ورسله ولم يفرق بين أحد منهم يؤتيه أجره ومرتكب الكبيرة ممن آمن بالله ورسله ولم يفرق بين أحد فيدخل تحت الوعد وعلى بطلان قول من لا يقول بقدم صفات الفعل من المغفرة والرحمة لأنه قال وكان الله غفورا رحيما وهم يقولون ما كان الله غفورا رحيما في الأزل ثم صار غفورا رحيما ولما قال فنحاص وأصحابه للنبي صلى الله عليه وسلم إن كنت نبيا صادقا فأتنا بكتاب من السماء جملة كما أتى به موسى عليه السلام نزل * (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم) * وبالتخفيف مكي و أبو عمرو * (كتابا من السماء) * أي جملة كما نزلت التوراة جملة و إنما اقترحوا ذلك على سبيل التعنت وقال الحسن ولو سألوه مسترشدين لأعطاهم لأن انزال القرآن جملة ممكن * (فقد سألوا موسى أكبر من ذلك) * هذا جواب شرط مقدر معناه أن
(٢٥٨)