تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٢٥٤
النساء (135 _ 137)) الله * (ولو على أنفسكم) * ولو كانت الشهادة على أنفسكم والشهادة على نفسه هي الإقرار على نفسه لأنه في معنى الشهادة عليها بالزام الحق وهذا لأن الدعوى والشهادة والإقرار يشترك جميعها في الاخبار عن حق لأحد على أحد غير أن الدعوى اخبار عن حق لنفسه على الغير والإقرار للغير على نفسه والشهادة للغير على الغير * (أو الوالدين والأقربين) * أي ولو كانت الشهادة على آبائكم وأمهاتكم وأقاربكم * (إن يكن) * المشهود عليه * (غنيا) * فلا يمنع الشهادة عليه لغناه طلبا لرضاه * (أو فقيرا) * فلا يمنعها ترحما عليه * (فالله أولى بهما) * بالغنى والفقير أي بالنظر لهما والرحمة و إنما ثنى الضمير في بهما وكان حقه أن يوحد لأن المعنى إن يكن أحد هذين لأنه يرجع إلى ما دل عليه قوله غنيا أو فقيرا وهو جنس الغنى والفقير كأنه قيل فالله أولى بجنسى الغنى والفقير أي بالأغنياء والفقراء * (فلا تتبعوا الهوى) * إرادة * (أن تعدلوا) * عن الحق من العدول أو كراهة أن تعدلوا بين الناس من العدل * (وإن تلووا) * بواو واحدة وضم اللام شامي وحمزة من الولاية * (أو تعرضوا) * أي و إن وليتم إقامة الشهادة أو أعرضتم عن إقامتها غيرهما تلووا بواوين وسكون اللام من اللى أي و إن تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق أو حكومة العدل أو تعرضوا عن الشهادة بما عندكم وتمنعوها * (فإن الله كان بما تعملون خبيرا) * فيجازيكم عليه * (يا أيها الذين آمنوا) * خطاب للمسلمين * (آمنوا) * اثبتوا على الإيمان ودوموا عليه أو لأهل الكتاب لأنهم آمنوا ببعض الكتب والرسل وكفروا ببعض أو المنافقين أي يا أيها الذين آمنوا نفاقا آمنوا إخلاصا * (بالله ورسوله) * أي محمد صلى الله عليه وسلم * (والكتاب الذي نزل على رسوله) * أي الفرقان * (والكتاب الذي أنزل من قبل) * أي جنس ما أنزل على الأنبياء قبله من الكتب ويدل عليه قوله وكتبه نزل و أنزل بالبناء للمفعول مكي وشامى و أبو عمرو وعلى البناء للفاعل فيهما غيرهم و إنما قيل نزل على رسوله و أنزل من قبل لأن الفرقان نزل مفرقا منجما في عشرين سنة بخلاف الكتب قبله * (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر) * أي ومن يكفر بشئ من ذلك * (فقد ضل ضلالا بعيدا) * لأن الكفر ببعضه كفر بكله * (إن الذين آمنوا) * بموسى عليه السلام * (ثم كفروا) * حين
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»