تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ٢٥٧
حجة بينة في تعذيبكم * (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) * أي في الطبق الذي في قعر جهنم والنار سبع دركات سميت بذلك لأنها متداركة متتابعة بعضها فوق بعض و إنما كان المناقق أشد عذابا من الكافر لأنه أمن السيف في الدنيا فاستحق الدرك الأسفل في العقبى تعديلا و لأنه مثله في الكفر وضم إلى كفره الاستهزاء بالإسلام وأهله والدرك بسكون الراء كوفي غير الأعشى وبفتح الراء غيرهم وهما لغتان وذكر الزجاج أن الاختيار فتح الراء * (ولن تجد لهم نصيرا) * يمنعهم من العذاب * (إلا الذين تابوا) * من النفاق وهو استثناء من الضمير المجرور في ولن تجد لهم نصيرا * (وأصلحوا) * ما أفسدوا من أسرارهم وأحوالهم في حال النفاق * (واعتصموا بالله) * ووثقوا به كما يثق المؤمنون الخالص في الدارين * (وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما) * فيشاركونهم فيه وحذفت الياء في الخط هنا اتباعا للفظ ثم استفهم مقررا أنه لا يع 1 ب المؤمن الشاكر فقال * (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم) * لله * (وآمنتم) * به فما منصوبة بيفعل أي شيء يفعل بعذابكم فالإيمان معرفة المنعم والشكر الاعتراف بالنعمة والكفر بالمنعم والنعمة عنادفلذا استحق الكافر العذاب وقدم الشكر على الإيمان لأن العاقل ينظر إلى ما ليه من النعمة العظيمة في خلقه وتعريضه للمنافع فيشكر شكرا مبهما فإذا انتهى به النظر إلى معرفة المنعم آمن به ثم شكر شكرا مفصلا فكان الشكر متقدما على الإيمان * (وكان الله شاكرا) * يجزيكم على شكركم أو يقبل اليسير من العلم ويعطى الجزيل من الثواب * (عليما) * عالما بما تصنعون * (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول) * ولا غير الجهرولكن الجهر أفحش * (إلا من ظلم) * إلا جهر من ظلم استثنى من الجهر الذي لا يحبه الله جهر المظلوم وهو أن يدعوا على الظالم ويذكره بما فيه من السوء وقيل الجهر بالسوء من القول هو الشتم إلا من ظلم فإنه أن رد عليه مثله فلا حرج عليه ولمن انتصر بعد ظلمه * (وكان الله سميعا) * لشكوى المظلوم * (عليما) * بظلم الظالم ثم حث على العفو و أن لا يجهر أحد لأحد بسوء وان كان على وجه الانتصار بعد ما أطلق الجهر به حثا على الأفضل وذكر ابداء الخير وإخفاءه تسبيبا للعفو فقال * (إن تبدوا خيرا) *
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»