المائدة (3 _ 4)) يوم بعينه و إنما معناه الان وهذا كما تقول انا اليوم قد كبرت تريد الآن وقيل أريد يوم نزولها وقد نزلت يوم الجمعة وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع * (يئس الذين كفروا من دينكم) * يئسوا منه أن يبطلوه أو يئسوا من دينكم أن يغلبوه لأن الله تعالى وفى بوعده من اظهاره على الدين كله * (فلا تخشوهم) * بعد إظهار الدين وزوال الخوف من الكفار وانقلابهم مغلوبين بعد ما كانوا غالبين * (واخشون) * بغير ياء في الوصل والوقف أي أخلصوا إلى الخشية * (اليوم) * ظرف لقوله * (أكملت لكم دينكم) * بأن كفيتكم خوف عدوكم وأظهرتكم عليهم كما يقول الملوك اليوم كمل لنا الملك أي كفينا من كنا نخافه أو أكملت لكم ما تحتاجون إليه في تكليفكم من تعليم الحلال والحرام والتوفيق على شرائع الاسلام وقوانين القياس * (وأتممت عليكم نعمتي) * بفتح مكة ودخولها آمنين ظاهرين وهدم منار الجاهلية ومناسكهم * (ورضيت لكم الإسلام دينا) * حال اخترته لكم من بين الأديان وآذنتكم بأنه هو الدين المرضى وحده ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه * (فمن اضطر) * متصل بذكر المحرمات وقوله ذلكم فسق اعتراض أكد به معنى التحريم وكذا ما بعده لأن تحريم هذه الخبائث من جملة الدين الكامل والنعمة التامة والإسلام المنعوت بالرضا دون غيره من الملل ومعناه فمن اضطر إلى الميتة أو إلى غيرها * (في مخمصة) * مجاعة * (غير) * حال * (متجانف لإثم) * مائل إلى اثم أي غير متجاوز سد الرمق * (فإن الله غفور رحيم) * لا يؤاخذه بذلك * (رحيم) * إباحة المحظور للمعذور * (يسألونك) * في السؤال معنى القول فلذا وقع بعده * (ماذا أحل لهم) * كأنه قيل يقولون لك ماذا أحل لهم و إنما لم يقل ماذا أحل لنا حكاية لما قالوا لأن يسألونك بلفظ الغيبة كقولك اقسم زيد ليفعلن ولو قيل لا فلن وأحل لنا لكان صوابا وماذا متبدا وأحل لهم خبره كقولك أي شيء أحل لهم ومعناه ماذا أحل لهم من المطاعم كأنهم حين تلى عليهم ما حرم عليهم من خبيثات المآكل سألوا عما أحل لهم منها فقال * (قل أحل لكم الطيبات) * أي ما ليس بخبيث منها أو هو كل مالم يأت تحريمه في كتاب الله أو سنة أو اجماع أو قياس * (وما علمتم) * عطف على الطيبات أي أحل لكم الطيبات وصيد ما علمتم فحذف المضاف أو تجعل ما شرطية وجوابها فكلوا * (من الجوارح) * أي الكواسب للصيد من سباع البهائم والطير كالكلب والفهد والعقاب والصقر والبازي والشاهين وقيل هي من الجراحة فيشترط للحل الجرح * (مكلبين) * حال من علمتم وفائدة هذه الحال مع أنه استغنى عنها بعلمتم أن يكون من يعلم الجوارح موصوفا بالنكليب والمكلب مؤدب الجوارح ومعلمها مشتق
(٢٦٩)