النساء (128 _ 130)) عين إلى أخرى أو غير ذلك * (فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما) * كوفي يصالحا غيرهم أي يتصالحا وهو أصله فأبدلت التاء صاداء وأدغمت * (صلحا) * في معنى مصدر كل واحد من الفعلين ومعنى الصلح أن يتصالحا على أن تطيب له نفسا عن القسمة أو عن بعضها أو تهب له بعض المهر أو كله أو النفقة * (والصلح خير) * من الفرقة أو من الشوز أو من الخصومة في كل شيء أو والصلح خير من الخيور كما أن الخصومة شر من الشرور وهذه الجملة اعتراض كقوله * (وأحضرت الأنفس الشح) * أي جعل الشح حاضرا لها لا يغيب عنها أبدا ولا تنفك عنه يعنى أنها مطبوعة عليه والمراد أن المرأة لا تكاد تسمح بقسمها والرجل لا يكاد يسمع بأن يقسم لها إذا رغب عنها فكل واحد منهما يطلب ما فيه راحته وأحضرت يتعدى إلى مفعلوين والأول الأنفس ثم حث على مخالفة الطبع ومتابعة الشرع بقوله * (وإن تحسنوا) * بالإقامة على نسائكم و إن كرهتموهن وأحببتم غيرهن وتصبروا على ذلك مراعاة لحق الصحبة * (وتتقوا) * النشوز والاعراض وما يؤدى إلى الأذى والخصومة * (فإن الله كان بما تعملون) * من الإحسان والتقوى * (خبيرا) * فيثيبكم عليه وكان عمر الخارجي من أدم بني آدم وامرأته من أجملهم فنظرت إليه وقالت الحمد لله على أنى وإياك من أهل الجنة قال كيف فقالت لأنك رزقت مثلي فشكرت ورزقت مثلك فصبرت والجنة موعودة للشاكرين والصابرين * (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء) * ولن تستطيعوا العدل بين النساء والتسوية حتى لا يقع ميل البتة فتمام العدل أن يسوى بينهن بالقسمة والنفقة والتعهد والنظر والإقبال والمح المة والمفاكهة وغيرها وقيل معناه أن تعدلوا في المحبة وكان عليه السلام يقسم بين نسائه فيعدل ويقول هذه قسمتى فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك يعنى المحبة لأن عائشة رضي الله عنها كانت أحب إليه * (ولو حرصتم) * بالغتم في تحرى ذلك * (فلا تميلوا كل الميل) * فلا تجوروا على المرغوب عنها كل الجور فتمنعوها قسمها من غير رضا منها يعنى أن اجتناب كل الميل في حد اليسر فلا تفرطوا فيه و إن وقع منكم التفريط في العدل كله وفيه ضرب مع التوبيخ وكل نصب على المصدر لأن له حكم ما يضاف إليه * (فتذروها كالمعلقة) * وهى التي ليست بذات بعل ولا مطلقة * (وإن تصلحوا) * بينهن * (وتتقوا) * الجور * (فإن الله كان غفورا رحيما) * يغفر لكم ميل قلوبكم ويرحمكم فلا يعاقبكم * (وإن يتفرقا) * أي أن لم يصطلح الزوجان على شيء وتفرقا بالخلع أو بتطليقه إياها وإيفائه مهرها ونفقة عدتها * (يغن الله كلا) *
(٢٥٢)