تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥٤٧
عقدة وقيل كانت العقدة مغروزة بالإبرة فأنزل الله هاتين السورتين وهي إحدى عشرة آية سورة الفلق خمس آيات وسورة الناس ست آيات كلما قرأ آية انحلت عقدة حتى انحلت العقد كلها فأقم النبي صلى الله عليه وسلم كأنما نشط من عقال وروي أنه لبث فيه ستة أشهر واشتد عليه ثلاث ليال فنزلت المعوذتان أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد أنا محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا بشر بن هلال الصواف ثنا عبد الوارث ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أ [ي نضرة عن أبي سعيد أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد اشتكيت قال نعم قال بسم الله أرقك من كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك قوله عز وجل (قل أعوذ برب الفلق) أراد بالفلق الصبح وهو قول جابر بن عبد الله والحسن وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة وأكثر المفسرين وهي رواية العوفي عن ابن عباس بدليل قوله (فالق الإصباح) وروي عن ابن عباس أنه سجن في جهنم وقال الكلبي واد في جهنم وقال الضحاك يعني الخلق وهي رواية الوالبي عن ابن عباس والأول المعروف (من شر ما خلق ومن شر غاسق إذا وقب) أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا جعفر بن محمد المغلس ثنا هارون بن إ حاق الهمداني ثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن خالد بن الحارث بن عبد الرحمن عن أ [ي سلمة عن عائشة قالت أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي فنظر إلى القمر إذا خسف واسود وقب أي دخل في الخسوف أو أخذ في الغيبوبة وأظلم وقال ابن عباس الغاسق الليل إذا أقبل بظلمته من المشرق ودخل في كل شيء وأظلم والغسق الظلمة يقال غسق الليل وأغسق إذا أظلم وهو قول الحسن ومجاهد يعني الليل إذا أقبل ودخل والوقوب الدخول وهو دخول الليل بغروب الشمس قال مقاتل يعني ظلمة الليل إذا دخل سواده في ضوء النهار وقيل سمي الليل غاسقا لأنه أبرد من النهار والغسق البرد وقال ابن زيد يعني الثريا إذا سقطت ويقال إن الأقسام تكثر عند وقوعها وترتفع عند طلوعها (ومن شر النفاثات في العقد) يعني السواحر اللاتي ينفثن في عقد الخيك حين يرقين عليها قال أبو عبيدة هن بنات لبيد بن الأعصم سحرن النبي صلى الله عليه وسلم (ومن شر حاسد إذا حسد) يعني اليهود فإنهم كانوا يحسدون النبي صلى الله عليه وسلم
(٥٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 » »»