تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٤٠
الجمعة الآية 4 8 عليه سورة الجمعة فلما قرأ (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) قال رجل من هؤلاء يا رسول الله فلم يراجعه النبي صلى الله عليه وسلم حتى سأله مرتين أو ثلاثا قال وفينا سليمان الفارسي قال فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال \ لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء \ أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار أنا محمد بن زكريا العذافري أنا إسحاق الدبري ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن جعفر الجرزي عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ لو كان الدين عند الثريا لذهب إليه رجل أو قال رجال من أبناء فارس حتى يتناولوه \ وقال عكرمة ومقاتل هم التابعون وقال ابن زيد هم جميع من دخل في الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم وهي رواية ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله (لما يلحقوا بهم) أي لم يدركوهم ولكنهم يكونون بعدهم وقيل لما يلحقوا بهم أي في الفضل والسابقة لأن التابعين لا يدركون شيئا والصحابة (وهو العزيز الحكيم) 4 (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء) يعني الإسلام والهداية (والله ذو الفضل العظيم 5 قوله عز وجل (مثل الذين حملوا التوراة) أي كلفوا القيام بها والعمل بما فيها (ثم لم يحملوها) لم يعملوا بما فيها ولم يؤدوا حقها (كمثل الحمار يحمل أسفارا) أي كتبا من العلم واحدها سفر قال الفراء هي الكتب العظام يعني كما أن الحمار يحملها ولا يدري ما فيها ولا ينتفع بها كذلك اليهود يقرؤن التوراة ولا ينتفعون بها لأنهم خالفوا ما فيها (بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين) الذين ظلموا أنفسهم بتكذيب الأنبياء يعني من سبق في علمه أنه لا يهديهم 6 (قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس) محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه (فتمنوا الموت) فدعوا بالموت على أنفسكم (إن كنتم صادقين) أنكم أبناء الله وأحباؤه فإن الموت هو الذي يوصلكم إليه 7 8 (ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) 9 قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة) أي في يوم الجمعة كقوله
(٣٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 345 ... » »»