داود سليمان بن الأشعث ثنا محمد بن حاتم الجرجرائي ثنا ابن المبارك عن الأوزاعي حدثنا حسن بن عطية حدثني أبو الأشعث الصنعاني حدثني أوس بن أوس الثقفي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول \ من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ كأن له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها \ أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ثنا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إذا كان يوم الجمعة وقفت على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على منازلهم الأول فالأول فإذا خرج الإمام طويت الصحف واستمعوا الخطبة والمهجر إلى الصلاة كالمهدي بدنة ثم الذي يليه كالمهدي بقرة ثم الذي يليه كالمهدي شاة ثم الذي يليه كالمهدي كبشا حتى ذكر الدجاجة والبيضة \ 10 قوله عز وجل (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض) أي إذا فرغ من الصلاة فانتشروا في الأرض للتجارة والتصرف في حوائجكم (وابتغوا من فضل الله) يعني الرز قوهذا أمر إباحة كقوله (وإذا حللتم فاصطادوا) قال ابن عباس إن شئت فأخرج وإن شئت فاقعد وإن شئت فصل إلى العصر وقيل فانتشروا في الأرض ليس لطل الدنيا ولكن لعيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في الله وقال الحسن وسعيد بن جبير ومكحول (وابتغوا من فضل الله) هو طلب العلم (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) 11 قوله عز وجل (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما) الآية أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا حفص بن عمر ثنا خالد بن عبد الله أنا حصين عن سالم بن أبي الجعد وعن أبي سفيان عن جابر بن عبد الله قال أقبلت عير يوم الجمعة ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم فثار الناس إلا اثني عشر رجلا فأنزل الله (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) ويحتج بهذا الحديث من يرى الجمعة باثني عشر رجلا وليس فيه بيان أنه أقام بهم الجمعة حتى يكون حجة لاشتراط هذا العدد وقال ابن عباس في رواية الكلبي لم يبق في المسجد إلا ثمانية رهط وقال الحسن وأبو مالك أصاب أهل المدينة جوع وغلاء سعر فقدم دحية بن خليفة بتجارة زيت من الشام والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فلما رأوه قاموا إليه بالبقيع خشوا أن يسبقوا إليه فلم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا رهط منهم أبو بكر وعمر فنزلت هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ والذي نفس محمد بيده لو تتابعتم حتى لا يبقى منكم أحد لسال بكم الوادي نارا \ وقال مقاتل بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قدم دحية بن خليفة الكلبي من الشام بالتجارة وكان إذا قدم لم تبق بالمدينة عاتق إلا أتته وكان يقدم إذا قدم بكل ما يحتاج إليه من دقيق وبر وغيره فينزل عند أحجار الزيت وهو مكان في سوق المدينة ثم يضرب بالطبل ليؤذن الناس بقدومه فيخرج إليه الناس ليبتاعوا منه فقدم ذات جمعة وكان ذلك قبل أن يسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فخرج إليه الناس فلم يبق في المسجد إلا اثني عشر رجلا وامرأة فقال
(٣٤٥)