تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٩
إسرائيل وكفرت طائفة) قال ابن عباس يعني في زمن عيسى عليه السلام وذلك أنه لما رفع تفرق قومه ثلاث فرق فرقة قالوا كان الله فارتفع وفرقة قالوا كان ابن الله فرفعه الله إليه وفرقة قالوا كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه وهم المؤمنون واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس فاقتتلوا فظهرت الفرقتان الكافرتان على المؤمنين حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فظهرت المؤمنة على الكافرة فذلك قوله تعالى (فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) غالبين عالين وروى مغيرة عن إبراهيم فأصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم أن عيسى كلمة الله وروحه سورة الجمعة مدنية وهي إحدى عشرة آية الجمعة الآية 1 3 1 2 (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم هو الذي بعث في الأميين) يعني العرب كانت أمة أمية لا تكتب ولا تقرأ (رسولا منهم) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم نسبه نسبهم (يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) أي ما كانوا قبل بعثة الرسول إلا في ضلال مبين يعبدون الأوثان 3 (وآخرين منهم) وفي آخرين وجهان من الإعراب أحدهما الخفض على الرد إلى الأميين مجازه وفي آخرين والثاني النصب على الرد إلى الهاء والميم في قوله (ويعلمهم) أي ويعلم آخرين منهم أي المؤمنين الذين يدينون بدينهم لأنهم إذا أسلموا صاروا منهم فإن المسلمين كلهم أمة واحدة واختلف العلماء فيهم فقال قوم هم العجم وهو قول ابن عمر وسعيد بن جبير ورواية ليث عن مجاهد والدليل عليه ما أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد المعلم الطوسي بها ثنا أبو الحسن محمد بن يعقوب أنا أبو النصر محمد بن محمد بن يوسف ثنا الحسين بن سفيان وعلي بن طيفور وأبو العباس الثقفي قالوا حدثنا قتيبة ثنا عبد العزيز عن ثور عن أبي الغيث عن أبي هريرة قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 344 ... » »»