سورة الإسراء من الآية 80 وحتى الآية 81 وأول شافع وأول مشفع \ والأخبار في الشفاعة متواترة كثيرة وأول من أنكرها عمرو بن عبيد وهو مبتدع باتفاق أهل السنة وروي عن يزيد بن صهيب الفقيه قال كنت قد شغفني رأي من رأي الخوارج وكنت رجلا شابا فخرجنا في عصابة تريد الحج فمررنا على المدينة فإذا جابر بن عبد الله يحدث القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر حديث الجهنميين فقلت له يا صاحب رسول الله ما هذا الذي يحدثون والله عز وجل يقول (إنك من تدخل النار فقد أخزيته) و (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها) فقال لي يا فتى أتقرأ القرآن قلت نعم قال هل سمعت بمقام محمد المحمود الذي يبعثه الله فيه قلت نعم قال فإنه مقام محمد المحمود الذي يخرج الله به من يخرج من النار ثم نعت وضع الصراط ومر الناس عليه وأن قوما يخرجون من النار بعدما يكونون فيها قال فرجعنا وقلنا أترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وروي عن أبي وائل عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ إن الله عز وجل اتخذ إبراهيم خليلا وإن صاحبكم خليل الله وأكرم الخلق على الله \ ثم قرأ (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) وعن مجاهد في قوله تعالى (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال يجلسه على العرش وعن عبد الله بن سلام قال يقعده على الكرسي 80 قوله عز وجل (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق) المراد من المدخل والمخرج الإدخال والإخراج واختلف أهل التفسير فيه فقال ابن عباس والحسن وقتادة أدخلني مدخل صدق المدينة وأخرجني مخرج صدق من مكة نزلت حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة وقال الضحاك وأخرجني مخرج صدق من مكة آمنا من المشركين وأدخلني مدخل صدق مكة ظاهرا عليها بالفتح وقال مجاهد أدخلني في أمرك الذي أرسلتني به من النبوة مدخل صدق وأخرجني من الدنيا وقد قمت بما وجب علي من حقها مخرج صدق وعن الحسن أنه قال أدخلني مدخل صدق الجنة وأخرجني مخرج صدق من مكة وقيل أدخلني في طاعتك وأخرجني من المناهي وقيل معناه أدخلني مدخل صدق الجنة وأخرجني مخرج صدق من مكة وقيل أدخلني في طاعتك وأخرجني من المناهي وقيل معناه أدخلني حيث ما أدخلتني بالصدق وأخرجني بالصدق أي لا تجعلني ممن يدخل بوجه ويخرج بوجه فإن ذا الوجهين لا يكون أمينا ووجيها عند الله ووصف الإدخال والإخراج بالصدق لما يؤول إليه بالخروج والدخول من النصر والعز ودولة الدين كما وصف القدم بالصدق فقال (إن لهم قدم صدق عند ربهم) (واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا) قال مجاهد حجة بينة وقال الحسن ملكا قويا تنصرني به على من ناوأني وعزا ظاهرا أقيم به دينك فوعده الله لينزعن ملك فارس والروم وغيرهما فجعله له قال قتادة علم نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان نصير فسأل سلطانا نصيرا كتاب الله وحدوده وإقامة دينه 81 قوله عز وجل (وقل جاء الحق) يعني القرآن (وزهق الباطل) أي الشيطان قال قتادة وقال السدي الحق الإسلام والباطل الشرك وقيل الحق عبادة الله والباطل عبادة الأصنام (إن
(١٣٢)