سورة النساء 60 كالملح في الطعام لا يصلح الطعام إلا بالملح \ قال الحسن قد ذهب ملحنا فكيف نصلح قوله عز وجل (فإن تنازعتم) أي اختلفتم (في شيء) من أمر دينكم والتنازع اختلاف الآراء وأصله من النزع فكان المتنازعان يتجاذبان ويتمانعان (فردون إلى الله ورسوله) أي إلى كتاب الله وإلى رسوله ما دام حيا وبعد وفاته إلى سنته والرد إلى الكتاب والسنة واجب إن وجد فيهما فإن لم يوجد فسبيله الاجتهاد وقيل الرد إلى الله تعالى والرسول أن يقول لما لا يعلم الله ورسوله أعلم (إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك) أي الرد إلى الله والرسول (خير وأحسن تأويلا) أي أحسن مآلا وعاقبة 60 قوله تعالى (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت) الآية قال الشعبي كان بين رجل من اليهود ورجل من المنافقين خصومة فقال اليهودي نتحاكم إلى محمد لأنه عرف أنه لا يأخذ الرشوة ولا يميل في الحكم وقال المنافق نتحاكم إلى اليهود لعلمه أنهم يأخذون الرشوة ويميلون في الحكم فاتفقا على أن يأتيا كاهنا في جهينة فيتحاكما إليه فنزلت هذه الآية قال جابر كانت الطواغيت التي يتحاكمون إليها واحدا في جهينة وواحدا في أسلم وفي كل حي واحد كهان وقال الكلبي عن أبي صالح وابن عباس نزلت في رجل من المنافقين يقال له بشر كان بينه وبين يهودي خصومة فقال اليهودي ننطلق إلى محمد وقال المنافق بل إلى كعب بن الأشرف وهو الذي سماه الله الطاغوت فأبى اليهودي أن يخاصمه إلا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى المنافق ذلك أتى معه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهودي فلما خرجا من عنده لزمه المنافق وقال انطلق بنا إلى عمر رضي الله عنه فأتيا عمر فقال اليهودي اختصمت أنا وهذا إلى محمد فقضى لي عليه فلم يرض بقضائه وزعم أنه يخاصم إليك فقال عمر رضي الله عنه للمنافق أكذلك قال نعم قال لهما رويدكما حتى أخرج غليكما فدخل عمر البيت وأخذ السيف واشتمل عليه ثم خرج فضرب به المنافق حتى برد وقال هكذا أقضي بين لم يرض بقضاء الله وقضاء رسوله فنزلت هذه الآية وقال جبريل إن عمر رضي الله عنه فرق بين الحق والباطل فسمي الفاروق وقال السدي كان ناس من اليهود أسلموا ونافق بعضهم وكانت قريظة والنضير في الجاهلية إذا قتل رجل من بني قريظة رجلا من بني النضير قتل به أو
(٤٤٦)