تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤١٣
سورة النساء 24 24 قوله تعالى (والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم) يعني ذوات الأزواج لا يحل للغير نكاحهن قبل مفارقة الأزواج وهذه السابعة من النساء اللاتي حرمن بالسبب قال أبو سعيد الخدري نزلت في نساءكن هاجرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهن أزواج فتزوجهن بعض المسلمين ثم قدم أزواجهن مهاجرين فنهى الله المسلمين عن نكاحهن ثم استثنى فقال (إلا ما ملكت أيمانكم) يعني السبايا اللواتي سبين ولهن أزواج في دار الحرب فيحل لمالكهن وطؤهن بعد الاستبراء لأن بالسبي يرتفع النكاح بينهما وبين زوجها قال أبو سعيد الخدري بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين جيشا إلى أوطاس فأصابوا سبايا لهن أزواج من المشركين فكرهوا غشيانهن فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال عطاء أراد بقوله (إلا ما ملكت أيمانكم) أن تكون أمة في نكاح عبده فيجوز أن ينزعها منه وقال ابن مسعود أراد أن يبيع الجارية المتزوجة فتقع الفرقة بينهما وبني زوجها ويكون بيعها طلاقا فيحل للمشتري وطؤها وقيل أراد بالمحصنات الحرائر ومعناه أن ما فوق الأربع حرام منهن إلا ما ملكت أيمانكم فإنه لا عدد عليكم في الجواري قوله تعالى (كتاب الله عليكم) نصب على المصدر أي كتب الله عليكم وقيل نصب على الإغراء أي الزموا ما كتب الله عليكم أي فرض الله تعالى (وأحل لكم ما وراء ذلكم) قرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي وحفص (أحل) بضم الأول وكسر الحاء لقوله (حرمت عليكم) وقرأ الآخرون بالنصب أي أحل الله لكم ما وراء ذلكم أي ما سوى ذلكم الذي ذكرت من المحرمات (أن تبتغوا) تطلبوا (بأموالكم) أن تنكحوا بصداق أو تشتروا بثمن (محصنين) أي متزوجين أو متعففين (غير مسافحين) أي غير زانين مأخوذ من سفح الماء وصبه وهو المني (فما استمتعتم به منهن) اختلفوا في معناه فقال الحسن ومجاهد أراد ما انتفعتم وتلذذتم بالجماع من النساء بالنكاح الصحيح (فآتوهن أجورهن) أي مهورهن وقال آخرون هو نكاح المتعة وهو أن تنكح امرأة إلى مدة فإذا انقضت تلك المدة بانت منه بلا طلاق ويستبرئ رحمها وليس بينهما ميراث وكان ذلك مباحا في ابتداء الإسلام ثم نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد الفارسي أنا محمد بن عيسى الجلودي أنا إبراهيم بن محمد بن سفيان أنا مسلم بن الحجاج أنا محمد بن عبد الله بن نمير أنا أبي أنا عبد العزيز بن عمر حدثني الربي بن سبرة الجهني أن أباه حدثه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال \ يا أيها الناس إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وإن الله تعالى قد حرم ذلك إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا \ أخبرنا أبو
(٤١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»