تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤١٧
سورة النساء 26 29 26 قوله تعالى (يريد الله ليبين لكم) أي أن يبين لكم كقوله تعالى (وأمرت لأعدل بينكم) أي أن أعدل وقوله (وأمرنا لنسلم لرب العالمين) وقال في موضع آخر (وأمرت أن أسلم) ومعنى الآية يريد الله أن يبين لكم أي يوضح لكم شرائع دينكم ومصالح أموركم قال عطاء يبين لكم ما يقربكم منه قال الكلبي يبين لكم أن الصبر عن نكاح الإماء خير لكم (ويهديكم) ويرشدكم (سنن) شرائع (الذين من قبلكم) في تحريم الأمهات والبنات والأخوات فإنها كانت محرمة على من قبلكم وقيل ويهديكم الملة الحنيفية وهي ملة إبراهيم عليه السلام (ويتوب عليكم) ويتجاوز عنكم ما أصبتم قبل أن يبين لكم وقيل يرجع بكم من المعصية التي كنتم عليها إلى طاعته وقيل يوفقكم التوبة (والله عليم) بمصالح عباده في أمر دينهم ودنياهم (حكيم) فيما دبر من أمورهم 27 (والله يريد أن يتوب عليكم) إن وقع منكم تقصير في أمر دينكم (وريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا) عن الحق (ميلا عظيما) بإتيانكم ما حرم عليكم واختلفوا في الموصوفين باتباع الشهوات فقال السدي هم اليهود والنصارى وقال بعضهم هم المجوس لأنهم يحلون نكاح الأخوات وبنات الأخ والأخت وقال مجاهد هم الزناة يريدون أن تميلوا عن الحق فتزنون كما يزنون وقيل هم كما يزنون وقيل هم جميع أهل الباطل 28 (يريد الله أن يخفف عنكم) يسهل عليكم في أحكام الشرع وقد سهل كما قال جل ذكره (ويضع عنهم إصرهم) وقال النبي صلى الله عليه وسلم \ بعثت بالدين الحنيفية السمحة السهلة \ (وخلق الإنسان ضعيفا) قال طاووس والكلبي وغيرهما في أمر النساء لا يصبر عنهن وقال ابن كيسان (خلق الإنسان ضعيفا) يستمليه هواه وشوته وقال الحسن هو أنه خلق من ماء مهين بيانه قوله تعالى (الله الذي خلقكم من ضعف) 29 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) بالحرام يعني بالربا ولاقمار والغصب والسرقة والخيانة ونحوها وقيل هو العقود الفاسدة (إلا أن تكون تجارة) قرأ أهل الكوفة (تجارة) نصب على خبر كان أي إلا أن تكون الأموال تجارة وقرأ الآخرون بالرفع أي إلا أن تقع تجارة (عن تراض منكم) أي بطيبة نفس كل واحد منكم وقيل هو أن يجيز كل واحد من
(٤١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 412 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 ... » »»