مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣١
أهل الدين ضربان. ضرب متخصص بالعلم المتقن والعمل المحكم فيقال لهم آل النبي وأمته وضرب يختصون بالعلم على سبيل التقليد ويقال لهم أمة محمد عليه الصلاة والسلام، ولا يقال لهم آله، فكل آل للنبي أمة له وليس كل أمة له آله. وقيل لجعفر الصادق رضي الله عنه:
الناس يقولون المسلمون كلهم آل النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: كذبوا وصدقوا، فقيل له ما معنى ذلك؟ فقال: كذبوا في أن الأمة كافتهم آله وصدقوا في أنهم إذا قاموا بشرائط شريعته آله. وقوله تعالى (رجل مؤمن من آل فرعون) أي من المختصين به وبشريعته وجعله منهم من حيث النسب أو المسكن، لا من حيث تقدير القوم أنه على شريعتهم وقيل في جبرائيل وميكائيل إن إيل اسم الله تعالى وهذا لا يصح بحسب كلام العرب، لأنه كان يقتضى أن يضاف إليه فيجر إيل فيقال جبرإيل.
وآل الشئ شخصه المتردد قال الشاعر:
* ولم يبق إلا آل خيم منضد * والآل أيضا الحال التي يؤول إليها أمره، قال الشاعر:
سأحمل نفسي على آلة * فإما عليها وإما لها وقيل لما يبدو من السراب آل، وذلك لشخص يبدو من حيث المنظر وإن كان كاذبا، أو لتردد هواء وتموج فيكون من آل يؤول، وآل اللبن يؤول إذا خثر كأنه رجوع إلى نقصان كقولهم في الشئ الناقص راجع.
أول: التأويل من الأول أي الرجوع إلى الأصل ومنه الموئل للموضع الذي يرجع إليه وذلك هو رد الشئ إلى الغاية المرادة منه علما كان أو فعلا، ففي العلم نحو: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) وفى الفعل كقول الشاعر:
* وللنوى قبل يوم البين تأويل * وقوله تعالى.: (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله) أي بيانه الذي هو غايته المقصودة منه. وقوله تعالى: (ذلك خير وأحسن تأويلا) قيل أحسن معنى وترجمة، وقيل أحسن ثوابا في الآخرة. والأول: السياسة التي تراعى مآلها، يقال أول لنا وأيل علينا. وأول، قال الخليل تأسيسه من همزة وواو ولام فيكون فعل، وقد قيل من واوين ولام فيكون أفعل والأول أفصح لقلة وجود ما فاؤه وعينه حرف واحد كددن، فعلى الأول يكون من آل يؤول وأصله آول فأدغمت المدة لكثرة الكلمة وهو في الأصل صفة لقولهم في مؤنثه أولى نحو أخرى. فالأول هو الذي يترتب عليه غيره ويستعمل على أوجه: أحدها: المتقدم بالزمان كقولك عبد الملك أولا ثم منصور. الثاني:
المتقدم بالرياسة في الشئ وكون غيره محتذيا به نحو الأمير أولا ثم الوزير. الثالث: المتقدم بالوضع والنسبة كقولك للخارج من العراق.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»
الفهرست