مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٣٤
وذلك ضعيف لقولهم في تصغيرها أيية ولو كانت فاعلة لقيل أوية.
وأيان: عبارة عن وقت الشئ ويقارب معنى متى، قال تعالى (أيان مرساها). (وما يشعرون أيان يبعثون). (أيان يوم الدين) من قولهم أي، وقيل أصله أي أوان أي أي وقت فحذف الألف ثم جعل الواو ياء فأدغم فصار أيان. وإيا لفظ موضوع ليتوصل به إلى ضمير المنصوب إذا انقطع عما يتصل به وذلك يستعمل إذا تقدم الضمير نحو (إياك نعبد) أو فصل بينهما بمعطوف عليه أو بإلا نحو:
(نرزقهم وإياكم) ونحو (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) وأي كلمة موضوعة لتحقيق كلام متقدم نحو: أي وربى إنه لحق وأي، وآ، وأيا من حروف النداء، تقول: أي زيد، وأيا زيد، وآزيد. وأي كلمة ينبه بها أن ما يذكر بعدها شرح وتفسير لما قبلها.
أوى: المأوى مصدر أوى يأوى أويا ومأوى، تقول أوى إلى كذا انضم إليه يأوى أويا ومأوى، وآواه غيره يؤويه إيواء. قال عز وجل (إذا أوى الفتية إلى الكهف) وقال تعالى (سآوي إلى جبل) وقال تعالى (آوى إليه أخاه) وقال (تؤوي إليك من تشاء).
(وفضيلته التي تؤويه) وقوله تعالى (جنة المأوى) كقوله (دار الخلود) في كون الدار مضافة إلى المصدر، وقوله تعالى (مأواهم جهنم) اسم للمكان الذي يأوى إليه. وأويت له رحمته أويا وإية ومأوية ومأواة، وتحقيقه رجعت إليه بقلبي (وآوى إليه أخاه) أي ضمه إلى نفسه، يقال آواه وأواه. والماوية في قول حاتم طئ.
* أماوي إن المال غاد ورائح * المرأة فقد قيل هي من هذا الباب فكأنها سميت بذلك لكونها مأوى الصورة، وقيل هي منسوبة للماء وأصلها مائية فجعلت الهمزة واوا.
والألفات التي تدخل لمعنى على ثلاثة أنواع نوع في صدر الكلام. ونوع في وسطه.
ونوع في آخره. فالذي في صدر الكلام أضرب:
الأول: ألف الاستخبار وتفسيره بالاستخبار أولى من تفسيره بالاستفهام إذ كان ذلك يعمه وغيره. نحو الانكار والتبكيت والنفي والتسوية. فالاستفهام نحو قوله تعالى:
(أتجعل فيها من يفسد فيها) والتبكيت إما للمخاطب أو لغيره نحو: (أذهبتم طيباتكم - أتخذتم عند الله عهدا - الآن وقد عصيت قبل - أفإن مات أو قتل - أفإن مت فهم الخالدون - أكان للناس عجبا - آلذكرين حرم أم الأنثيين) والتسوية نحو (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا - سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) وهذه الألف متى دخلت على الاثبات تجعله نفيا نحو
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست