مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٢٢٥
كان يكتب فيه ثم سمى كل ما يكتب فيه سجلا، قال تعالى: (كطي السجل للكتاب): أي كطيه لما كتب فيه حفظا له.
سجن: السجن الحبس في السجن، وقرئ (رب السجن أحب إلى) بفتح السين وكسرها.
قال (ليسجننه حتى حين - ودخل معه السجن فتيان) والسجين اسم لجهنم بإزاء عليين وزيد لفظه تنبيها على زيادة معناه وقيل هو اسم للأرض السابعة، قال (لفي سجين - وما أدراك ما سجين) وقد قيل إن كل شئ ذكره الله تعالى بقوله (وما أدراك) فسره وكل ما ذكر بقوله (وما يدريك) تركه مبهما، وفى هذا الموضع ذكر (وما أدراك) وكذا في قوله (وما أدراك ما عليون) ثم فسر الكتاب لا السجين والعليين وفى هذه لطيفة موضعها الكتب التي تتبع هذا الكتاب إن شاء الله تعالى، لا هذا.
سجى: قال تعالى: (والليل إذا سجى) أي سكن وهذا إشارة إلى ما قيل هدأت الأرجل، وعين ساجية فاترة الطرف وسجى البحر سجوا سكنت أمواجه ومنه استعير تسجية الميت أي تغطيته بالثوب.
سحب: أصل السحب الجر كسحب الذيل والانسان على الوجه ومنه السحاب إما لجر الريح له أو لجره الماء أو لانجراره في مره، قال تعالى: (يوم يسحبون في النار على وجوههم) قال تعالى (يسحبون في الحميم) وقيل فلان يتسحب على فلان كقولك ينجر وذلك إذا تجرأ عليه والسحاب الغيم فيها ماء أو لم يكن ولهذا يقال سحاب جهام، قال تعالى:
(ألم تر أن الله يزجي سحابا - حتى إذا أقلت سحابا) وقال (وينشئ السحاب الثقال) وقد يذكر لفظه ويراد به الظل والظلمة على طريق التشبيه، قال تعالى:
(أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض).
سحت: السحت القشر الذي يستأصل، قال تعالى: (فيسحتكم بعذاب) وقرئ (فيسحتكم) يقال سحته وأسحته ومنه السحت للمحظور الذي يلزم صاحبه العار كأنه يسحت دينه ومروءته، قال تعالى:
(أكالون للسحت) أي لما يسحت دينهم.
وقال عليه السلام " كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به " وسمى الرشوة سحتا وروى " كسب الحجام سحت " فهذا لكونه ساحتا للمروءة للدين، ألا ترى أنه أذن عليه السلام في إعلافه الناضح وإطعامه المماليك.
سحر: السحر طرف الحلقوم، والرئة وقيل انتفخ سحره وبعير سحر عظيم السحر والسحارة ما ينزع من السحر عند الذبح فيرمى به وجعل بناؤه بناء النفاية والسقاطة
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست