مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ٢١٣
تزدريهم أعينكم: أي تستقلهم وتستهين بهم.
زعق: الزعاق الماء الملح الشديد الملوحة، وطعام مزعوق كثر ملحه حتى صار زعاقا وزعق به أفزعه بصياحه فانزعق أي فزع والزعق الكثير الزعق: أي الصوت، والزعاق النعار.
زعم: الزعم حكاية قول يكون مظنة للكذب ولهذا جاء في القرآن في كل موضع ذم القائلون به نحو: (زعم الذين كفروا - بل زعمتم - كنتم تزعمون - زعمتم من دونه) وقيل للضمان بالقول والرئاسة زعامة فقيل للمتكفل والرئيس زعيم للاعتقاد في قوليهما إنهما مظنة للكذب. قال (وأنا به زعيم - أيهم بذلك زعيم) إما من الزعامة أي الكفالة أو من الزعم بالقول.
زف: زف الإبل يزف زفا وزفيفا وأزفها سائقها وقرئ (إليه يزفون) أي يسرعون.
ويزفون أي يحملون أصحابهم على الزفيف، وأصل الزفيف في هبوب الريح وسرعة النعام التي تخلط الطيران بالمشي. وزفزف النعام أسرع ومنه استعير زف العروس واستعارة ما يقتضى السرعة لا لأجل مشيتها ولكن للذهاب بها على خفة من السرور.
زفر: قال: (لهم فيها زفير) فالزفير تردد النفس حتى تنتفخ الضلوع منه، وازدفر فلان كذا إذا تحمله بمشقة فتردد فيه نفسه، وقيل للاماء الحاملات للماء زوافر.
زقم: (إن شجرة الزقوم) عبارة عن أطعمة كريهة في النار ومنه استعير زقم فلان وتزقم إذا ابتلع شيئا كريها.
زكا: أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة الله تعالى ويعتبر ذلك بالأمور الدنيوية والأخروية، يقال زكا الزرع يزكو إذا حصل منه نمو وبركة. وقوله: (أيها أزكى طعاما) إشارة إلى ما يكون حلالا لا يستوخم عقباه ومنه الزكاة لما يخرج الانسان من حق الله تعالى إلى الفقراء وتسميته بذلك لما يكون فيها من رجاء البركة أو لتزكية النفس أي تنميتها بالخيرات والبركات أولهما جميعا فإن الخيرين موجودان فيها.
وقرن الله تعالى الزكاة بالصلاة في القرآن بقوله:
(وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) وبزكاء النفس وطهارتها يصير الانسان بحيث يستحق في الدنيا الأوصاف المحمودة، وفى الآخرة الاجر والمثوبة. وهو أن يتحرى الانسان ما فيه تطهيره وذلك ينسب تارة إلى العبد لكونه مكتسبا لذلك نحو (قد أفلح من زكاها) وتارة ينسب إلى الله تعالى لكونه فاعلا لذلك في الحقيقة نحو (بل
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست