مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٥٧
من جانب والأخرى من جانب آخر.
وخلفته تركته خلفي، قال (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله) أي مخالفين (وعلى الثلاثة الذين خلفوا - قل للمخلفين) والخالف المتأخر لنقصان أو قصور كالمتخلف قال (فاقعدوا مع الخالفين) والخالفة عمود الخيمة المتأخر، ويكنى بها عن المرأة لتخلفها عن المرتحلين وجمعها خوالف، قال (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) ووجدت الحي خلوفا أي تخلفت نساؤهم عن رجالهم، والخلف حد الفأس الذي يكون إلى جهة الخلف وما تخلف من الأضلاع إلى ما يلي البطن، والخلاف شجر كأنه سمى بذلك لأنه يخلف فيما يظن به أو لأنه يخلف مخبره منظره، ويقال للجمل بعد بزوله مخلف عام ومخلف عامين. وقال عمر رضي الله عنه : لولا الخليفي لأذنت أي الخلافة وهو مصدر خلف.
خلق: الخلق أصله التقدير المستقيم ويستعمل في إبداع الشئ من غير أصل ولا احتذاء قال: (خلق السماوات والأرض) أي أبدعهما بدلالة قوله: (بديع السماوات والأرض) ويستعمل في إيجاد الشئ من الشئ نحو: (خلقكم من نفس واحدة - خلق الانسان من نطفة - خلق الانسان من سلالة - ولقد خلقناكم - خلق الجان من مارج) وليس الخلق الذي هو الابداع إلا لله تعالى ولهذا قال في الفصل بينه تعالى وبين غيره (أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون) وأما الذي يكون بالاستحالة فقد جعله الله تعالى لغيره في بعض الأحوال كعيسى حيث قال:
(وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني) والخلق لا يستعمل في كافة الناس إلا على وجهين: أحدهما في معنى التقدير كقول الشاعر:
فلانت تفري ما خلقت وبعض * القوم يخلق ثم لا يفرى والثاني في الكذب نحو قوله: (وتخلقون إفكا) إن قيل قوله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين) يدل على أنه يصح أن يوصف غيره بالخلق، قيل إن ذلك معناه أحسن المقدرين، أو يكون على تقدير ما كانوا يعتقدون ويزعمون أن غير الله يبدع، فكأنه قيل فاحسب أن ههنا مبدعين وموجدين فالله أحسنهم إيجادا على ما يعتقدون كما قال:
(خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم - ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) فقد قيل إشارة إلى ما يشوهونه من الخلقة بالخصاء ونتف اللحية وما يجرى مجراه، وقيل معناه يغيرون حكمه وقوله: (لا تبديل لخلق الله) فإشارة إلى ما قدره وقضاه وقيل معنى (لا تبديل لخلق الله) نهى أي لا تغيروا خلقة الله وقوله: (وتذرون ما خلق لكم ربكم)
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»
الفهرست