تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٩٧
* (وما هي إلا ذكرى للبشر (31) كلا والقمر (32) والليل إذا أدبر (33) والصبح إذا أسفر (34) إنها لإحدى الكبر (35) نذيرا للبشر (36)). قالوا: ما أقل هذا العدد؛ فأنزل الله تعالى: * (وما يعلم جنود ربك إلا هو) أي: له من الجنود سوى هذا العدد ما لا يعلم عددها إلا هو.
وقوله: * (وما هي إلا ذكرى للبشر) أي: هذه الآية عظة وعبرة للبشر.
قوله تعالى: * (كلا والقمر) كلا: هو رد لما قالوا.
وقوله: * (والقمر) ابتداء قسم.
وقوله: * (والليل إذا أدبر) وقرئ: * (إذا أدبر) أي: تولى وذهب.
وقوله: * (إذا أدبر) أي: إذا جاء خلف النهار.
وروى أن عبد الله بن عباس سئل عن قوله: * (والليل إذا أدبر) فقال للسائل: امكث.
فلما أذن المؤذن للصبح قال: هذا حين دبر الليل.
وقد أنكر بعضهم هذه القراءة.
وقالوا: إذا دبر، إنما يقال في ظهر البعير.
والصحيح ما بينا، وهما قراءتان معروفتان.
وقال الكسائي والفراء: دبر وأدبر بمعنى واحد.
وقوله: * (والصبح إذا أسفر) أي: تبين وأضاء.
يقال: سفرت المرأة عن وجهها، (وسفر) الرجل بيته إذا كنسه حتى كشف عن تراب البيت.
وقوله: * (إنها لإحدى الكبر) أي: القيامة لإحدى العظائم.
ويقال: الكبر دركات جهنم.
وقوله: * (إنها لإحدى الكبر) أي: سقر إحدى دركات جهنم، فينصرف (إلى ما) ذكرنا.
وقوله: * (نذيرا للبشر) أي: إنذارا للبشر.
وذكر النحاس أنه رجع إلى قوله:
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»