تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٩٤
* (ثم أدبر واستكبر (23) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر (24) إن هذا إلا قول البشر (25) سأصليه سقر (26) وما أدراك ما سقر (27) لا تبقي ولا تذر (28)).
المتباغضين، وإن محمدا كذلك، فخرجوا واجتمعوا على هذا القول، وجعلوا يقولون لكل من يلقاهم: إنه ساحر، فهو معنى قوله تعالى: * (فقال إن هذا إلا سحر يؤثر) أي: القرآن.
وقوله: * (يؤثر) أي: يأثره عن غيره.
كانوا يقولون: إنه يتعلم من غلام ابن الحضرمي، وقيل غيره.
وقوله: * (ثم أدبر واستكبر) أي: تولى وتكبر.
قوله: * (إن هذا إلا قول البشر) أي: القرآن قول البشر، ليس بقول الله تعالى.
وقوله تعالى: * (سأصليه سقر) سأدخله، وسقر اسم من أسماء جهنم.
قال ابن عباس: هو الدرك الخامس، والدركات سبع كلها في القرآن: جهنم لظى، والجحيم، وسقر، وسعير، والهاوية، والحطمة.
وقوله: * (وما أدراك ما سقر) قاله تعظيما لأمر السقر.
وقوله: * (لا تبقي ولا تذر) قال مجاهد: لا تبقى حيا فيستريح، ولا ميتا فيتخلص، وهو معنى قوله تعالى: * (لا يموت فيها ولا يحيى).
ويقال: * (لا تبقى ولا تذر) أي لا تبقى لحما ولا عظما (ولا تذر) أي: إذا أحرقت الكل لم تذر؛ لأنه يعود خلقا جديدا.
وقيل: لا تبقى أحدا من الكافرين، أي: تأخذ جميع الكافرين ولا تذرهم من العذاب وقتا ما، أي: تحرقهم أبدا.
وفي بعض التفاسير: أن كل شيء يسأم ويمل سوى جهنم.
وقوله: * (لواحة للبشر) أي محرقة.
قال أبو رزين: تحرقهم حتى يصيروا سودا
(٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»