تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٠٠
* (وما يذكرون إلا أن يشاء الله هو أهل التقوى وأهل المغفرة (56)).
* (وما يذكرون إلا أن يشاء الله) أي: لا يعتبرون ولا يتعظون إلا بمشيئتي.
وقوله: * (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) أي: أهل أن أبقى خالدا في الجنة من اتقى، ولم يجعل معي إلها.
* (وأهل المغفرة) أي: من اتقى ولم يجعل معي إلها فأنا أهل أن أغفر له.
وفي هذا خبر مسند برواية أنس عن النبي على نحو هذا المعنى ذكره أبو عيسى في كتابه.
وعن محمد بن النضر بن الحارث في هذه الآية أن قوله: * (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) المعنى: أنا أهل أن أتقي بترك الذنوب * (وأهل المغفرة) أي: وأنا أهل أن أغفر للمذنبين إن لم يتقوا.
وذكر الأزهري في قوله * (بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة) قولا آخر: هو أن المشركين قالوا: كانت بنو إسرائيل إذا أذنب الواحد منهم ذنبا ظهر ذنبه مكتوبا على باب داره، فما بالنا لا يكون لنا ذلك إن كنا مذنبين؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية، وأخبر على هذا المعنى، وأخبر أنه لا يفعل ذلك لهذه الأمة، وأن ذلك كان مخصوصا ببني إسرائيل.
والله أعلم.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»