تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٢٥١
فإن قال قائل: ما معنى قوله: لن يغلب عسر يسرين، وقد كرر كلاهما؟
والجواب عنه: أن الفراء ذكر أن النكرة إذا كررت نكرة، فالثاني غير الأول، والنكرة إذا أعيدت معرفة فالثاني هو الأول تقول العرب: كسبت اليوم درهما، وأنفقت الدرهم.
فالثاني هو الأول.
ونقول: وعلى معنى هذا ورد قوله تعالى: * (كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول) وعن ابن مسعود قال: لو دخل العسر في جحر لتبعه اليسر حتى يستخرجه.
وفي معنى اليسرين قولان: أحدهما: يسر الدنيا، والآخر يسر الآخرة، فعلى هذا معنى الخبر، إن غلب العسر يسر الدنيا، فلا يغلب يسر الآخرة.
والقول الثاني: أن اليسر الأول هو للرسول، واليسر الثاني لأصحابه.
قال رضي الله عنه: أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن عبد العزيز الجنوجردي قال: أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي الحسن بن محمد النيسابوري قال: سمعت محمد بن عامر البغدادي قال سمعت عبد العزيز بن يحيى قال: سمعت عمر قال العتبي يقول: كنت ذات ليلة في البادية، فألقى في روعي بيت من شعر، فقلت:
(أرى الموت لمن أصبح * مغموما أروح) فلما جن الليل سمعت هاتفا يهتف من الهواء:
(ألا أيها المرء الذي * الهم به يبرح) (وقد أنشد بيتا * لم يزل في فكره يسنح) (إذا اشتدت بك العسرى * ففكر في ألم نشرح) (فعسر بين يسرين * إذا أبصرته فافرح) قال: فحفظت الأبيات، وفرج الله غمي.
قال رضي الله عنه: وأنشدنا أبو بكر قال: أنشدنا أبو إسحاق قال أنشدنا الحسن بن محمد بن الحسن قال: أنشدنا أحمد بن محمد بن إسحاق الحيري قال: أنشدنا
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»