تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٢٥٠
* (فإن مع العسر يسرا (5) إن مع العسر يسرا (6)) وقال حسان بن ثابت يمدح النبي:
(أغر عليه للبنوة خاتم * من الله مشهود يلوح ويشهد) (وضم الإله اسم النبي مع اسمه * إذا قال في الخمس المؤذن أشهد) (وشق له من اسمه ليجله * فذو العرش محمود وهذا محمد) قوله تعالى: * (فإن من العسر يسرا) أي: مع العسر يسرا.
في التفسير أن المشركين عيروا النبي وأصحابه، وقالوا: لو شئت جمعنا لك شيئا من المال لترجع عن هذا القول، فأكربه ذلك، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
والمعنى: إن مع الفقر غنى، ومع الضيق سعة، وإن مع الحزونة سهولة، ومع الشدة رخاء.
وقد حقق الله ذلك في الدنيا بما فتح على النبي - عليه الصلاة والسلام - وعلى أصحابه، فإن الله تعالى فتح للنبي الحجاز، وتهامة، وما والاها، وعامة بلاد اليمن، وكثيرا من البوادي إلى [قريب] من العراق والشام، وفتح على أصحابه ما فتح وأغنمهم كنوز كسرى وقيصر، وقد صار حال النبي في آخر أمره أنه كان يهب المائين من الإبل، والألوف من الغنم، ويدخر لعياله قوت سنة، فهذا الذي ذكرناه هو معنى الآية.
وقد روى معمر (عن أيوب) عن الحسن ' أن النبي خرج يوما مسرورا إلى أصحابه وقال: أبشروا لن يغلب عسر يسرين، ثم قرأ قوله تعالى: * (فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا) قال رضي الله عنه: أخبرنا بهذا الحديث أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد، أخبرنا سهل بن عبد الصمد بن عبد الرحمن البراز أخبرنا العذافري، أخبرنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر... الحديث.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»