تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ٢٥٦
* (خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (5) كلا إن الإنسان ليطغى (6)) فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم، أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال اقرأ، فقلت ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: ' اقرأ باسم ربك الذي خلق... حتى بلغ ما لم يعلم '.
والخبر طويل مذكور في الصحيحين.
وقوله: * (باسم ربك) أي: اقرأ مفتتحا باسم ربك، وقيل: اقرأ اسم ربك، والباء زائدة، قاله أبو عبيدة، ومثله قول الشاعر:
(هن الحرائر لأرباب أخمرة * سود المحاجر لا يقرأن بالسور) أي: السور، والباء زائدة.
وقيل: اقرأ على اسم ربك، كما يقال: سر باسم الله أي: على اسم الله، والقولان الأولان هما المعروفان.
وقوله: * (الذي خلق) يعني: خلق الناس.
وقوله: * (خلق الإنسان من علق) أي: العلقة وهي الدم، وذكرها هنا العلقة؛ لأنها من الأمشاج، فدل بها على غيرها.
وقوله: * (اقرأ وربك الأكرم) أي كريم، ومن كرمه أن يحلم عن ذنوب العباد، ويؤخر عقوبتهم، وعن بعضهم: من كرمه أن يعبد الآدمي غيره، ولا يقطع عنه رزقه.
وقوله: * (الذي علم بالقلم) أي: الكتابة بالقلم، وهي نعمة عظيمة، قال قتادة: القلم نعمة من الله عظيمة، لولا ذلك لم يقم دين، ولم يصلح عيش، واختلف القول في المراد بالتعليم، فأحد القولين هو آدم صلوات الله عليه، والقول الآخر: كل آدمي يخط بالقلم.
وقوله: * (علم الإنسان ما لم يعلم) قد بينا، وهو ظاهر المعنى.
قوله: * (كلا إن الإنسان ليطغى) نزل في أبي جهل، وقد ورد في بعض الأخبار
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»