* (ووضعنا عنك وزرك (2) الذي أنقض ظهرك (3) ورفعنا لك ذكرك (4)) وقوله: * (ووضعنا عنك وزرك) قال مجاهد: أي غفرنا لك، وهو في معنى قوله تعالى * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر).
وقوله: * (وزرك) قال مجاهد: أي: ثقلك.
وعن بعضهم: ووضعنا عنك وزرك، أي: حططنا عنك ثقلك.
وفي رواية ابن مسعود: وحللنا عنك وقرك.
وقوله: * (الذي أنقض ظهرك) قال الزجاج، أي: أثقلك ثقلا، يسمع منه نقيض ظهرك: وهذا على طريق التشبيه والتمثيل، يعني: لو كان شيئا يثقل، يسمع من ثقله نقيض ظهرك.
فإن قال قائل: وأيش كان وزره؟ وهل كان على دين قومه قبل النبوة أو لا؟
والجواب: قد ورد في التفسير: أنه كان على دين قومه قبل ذلك، ومعنى ذلك: أنه كان يشهد مشاهدهم، ويوافقهم في بعض أمورهم من غير أن يعبد صنما أو يعظم وثنا، وقد كان الله عصمه عن ذلك، فما ذكرنا هو الوزر الذي أنقض ظهره.
وقوله: * (ورفعنا لك ذكرك) فيه أقوال: أحدها: ورفعنا لك ذكرك بالنبوة والرسالة.
والآخر: رفعنا لك ذكرك أي: جعلت طاعتك طاعتي، ومعصيتك معصيتي، والقول المعروف في هذا أني لا أذكر إلا ذكرت معي، قال ابن عباس: في الأذان والإقامة والتشهد وعلى المنابر في الجمع والخطب في العيدين ويوم عرفة وغير ذلك.
وقال قتادة: ما من متشهد ولا خطيب ولا صاحب صلاة إلا وهو ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.
وقد ورد في بعض الأخبار هذا مرفوعا إلى جبريل - عليه السلام - برواية أبي سعيد الخدري عن النبي قال لي: ' إن جبريل قال: قال الله عز وجل: إذا ذكرت