تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٩٧
الغلام.
قال: ثم رجع، فأمر به الملك أن ينطلقوا به إلى البحر فيلقوه فيه، فانطلقوا إلى البحر، فغرق الله الذين كانوا معه وأنجاه، فقال الغلام: إنك لا تقتلني حتى تصلبني وترميني، وتقول إذا رميتني: باسم الله رب هذا الغلام.
قال: فأمر به فصلب ثم رماه، وقال: باسم الله رب هذا الغلام.
قال: فوضع الغلام يده على صدغه حين رمى به ثم مات، فقال الناس: لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد، فإنا نؤمن برب الغلام.
قال: فقيل للملك: [أجزعت] إن خالفك ثلاثة، فهذا العالم كلهم قد خالفوك.
قال: فخد أخدودا، ثم ألقى فيها الحطب والنار، ثم جمع الناس.
فقال: من رجع عن دينه تركناه، ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار، فجعل يلقيهم في تلك الأخدود.
قال: يقول الله تعالى: * (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) حتى بلغ * (ذو العرش المجيد) قال: فأما الغلام فإنه دفن.
قال: فذكر أنه أخرج في زمن عمر بن الخطاب، وأصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل '.
قال أبو عيسى: حديث حسن غريب (صحيح).
قال رضي الله عنه: أخبرنا بهذا الحديث أبو عبد الرحمن ابن عبد الله بن أحمد، أخبرنا أبو العباس بن سراج، أخبرنا أبو العباس [المحبوبي]، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر... الخبر.
وذكر مسلم هذا الخبر في كتابه، وخالف في مواضع أخر منه.
وفي بعض الروايات: أن اسم ذلك الغلام كان عبد الله بن التامر.
قال محمد بن إسحاق: حفر في زمن عمر - رضي الله عنه - حفيرة، فوجدوا عبد الله بن التامر، ويده على صدغه فكان كلما أخروا يده عن ذلك الموضع (انثعب) دما، وإذا تركوا
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»