عليهم عدوهم، فاختاروا النقمة، فسلط عليهم الموت فمات منهم في يوم سبعون ألفا قال: وكان إذا حدث بهذا الحديث حدث بهذا الحديث الآخر، قال: كان ملك من الملوك، وكان لذلك الملك كاهن يكهن له، فقال (الكاهن): انظروا لي غلاما (فهما) - أو قال فطنا لقفا - فأعلمه علمي هذا، فإني أخاف أن أموت فينقطع منكم هذا العلم، ولا يكون فيكم من يعلمه.
قال: فنظروا له على ما وصف، وأمروه أن يحضر ذلك الكاهن وأن يختلف إليه.
قال: فجعل يختلف إليه، وكان على طريق الغلام راهب في صومعة - قال معمر: أحسب أن أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين - قال: فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب كلما مر به، فلم يزل به حتى أخبره، فقال: إنما أعبد الله. قال: فجعل الغلام يمكث عند الراهب، ويبطئ عن الكاهن، فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام إنه لا يكاد يحضرني، فأخبر الغلام الراهب بذلك، فقال له الراهب: إذا قال لك الكاهن: أين كنت؟ فقل: عند أهلي، فإذا قال لك أهلك: أين كنت؟ (فأخبرهم أنك) كنت عند الكاهن.
قال فبينما الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كثير قد حبستهم دابة - وقال بعضهم: إن الدابة كانت أسدا - قال: فأخذ الغلام صخرا وقال: اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا فأسألك أن أقتله، ثم رمى فقتل الدابة.
فقال الناس: من قتلها؟ فقالوا: الغلام، ففزع الناس وقالوا: قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد.
قال: فسمع به أعمى، وقال له: إن أنت رددت بصري فلك كذا كذا.
فقال له: لا أريد منك هذا، ولكن إن أنت شرطت إن رجع إليك بصرك أن تؤمن بالذي رده عليك فعلت؟ قال: فدعا الله فرد عليه بصره، فآمن الأعمى، فبلغ الملك أمرهم، فبعث إليهم، فأتي بهم فقال: لأقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتل [بها] صاحبه، فأمر بالراهب والرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما فقتله، وقتل الآخر بقتلة أخرى، ثم أمر بالغلام فقال: انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا فألقوه من رأسه، فلما انتهوا إلى ذلك المكان الذي أرادوا أن يلقوه منه جعلوا يتهافتون من ذلك الجبل ويتردون، حتى لم يبق منهم إلا