(* (24) يسقون من رحيق مختوم (25) ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (26) ومزاجه من تسنيم (27) عينا يشرب بها المقربون (28) إن). مثل قوله تعالى: * (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).
وقوله: (يسقون من رحيق مختوم) روى مسروق عن ابن مسعود، وسعيد بن جبير عن ابن عباس أنهما قالا: الرحيق هو الخمر وقيل: هو الشراب الذي لا غش فيه.
وقوله: * (مختوم) أي: لم تمسسه الأيدي.
وقوله: * (ختامه مسك) قال إبراهيم النخعي وسعيد بن جبير: آخره رائحة المسك، وطعمه طعم ألذ الأشربة.
وعن جماعة من المفسرين أنهم قالوا: إذا بلغ آخر الشرب وجد رائحة المسك والمعنى: أن الشراب الذي يكون في الدنيا يكون في آخره الكدر، وما تكرهه النفس، فذكر الله تعالى أن شراب الآخرة على خلافه.
وقرأ علي - رضي الله عنه - ' خاتمة مسك ' وقرأ عيسى بن عمر ' خاتمة مسك ' بكسر التاء، وقيل في معنى قوله تعالى: ' خاتمه مسك ' بفتح التاء أي: (طينته) مسك وفي قوله: ' خاتمه مسك ' بكسر التاء أي: آخره وعاقبته.
وقوله: * (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) أي: فليتبادر المتبادرون، والمنافسة إظهار شدة الطلب، وقيل: هي المسابقة إلى التحصيل.
وقوله: * (ومزاجه من تسنيم) قال سعيد بن جبير عن ابن عباس، وعلقمة عن ابن مسعود: هو أشرف شراب لأهل الجنة يشربه المقربون صرفا، ويمزج للأبرار، ومثله رواه منصور عن مالك بن الحارث.
وقيل في التسنيم: هو عين تتسنم على أهل الجنة من الغرف، وقيل: هو عين من ماء.
وقوله: * (عينا يشرب بها المقربون) قد بينا، ونصب عينا بمعنى: أعني عينا، أو أريد عينا.