تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٧٥
* (كلا بل تكذبون بالدين (9) وإن عليكم لحافظين (10) كراما كاتبين (11) يعلمون ما تفعلون (12) إن الأبرار لفي نعيم (13) وإن الفجار لفي جحيم). بالتخفيف أي: في عدل بعضك ببعض، فكنت معتدل الخلق مناسبها فلا تفاوت فيها.
قوله تعالى: * (كلا بل تكذبون بالدين) أي: بيوم القيامة، وقيل: بالحساب.
وقوله: * (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين) في بعض الأحاديث ' أن النبي قال: أكرموا الكرام الكاتبين فإنهم معكم، إلا عند الجنابة والتبرز للحاجة '.
وقد ورد عن ابن عباس في قوله تعالى: * (كرام بررة) أنهم الملائكة، يكرموا أن يكونوا مع ابن آدم عند خلوته بأهله، وعند حاجته.
وقوله: * (كاتبين) هم الملائكة يقعدون عن يمين الإنسان ويساره، فيكتبون ما عليه وله، وقيل: واحد عن يمينه، وواحد عن يساره، فالذي عن يمينه يكتب الحسنات، والذي عن يساره يكتب السيئات، وقيل: إن الذي عن يمينه أمين على الذي على يساره لا يكتب إلا بإذنه.
وفي الخبر برواية أبي هريرة عن النبي: ' إن العبد إذا هم بحسنة يكتب له الملك حسنة، فإذا عملها كتب له عشر حسنات، وإذا هم بسيئة لم تكتب عليه شيئا، فإذا عملها كتب سيئة '.
وقوله: * (يعلمون ما تفعلون) ظاهر المعنى.
قوله تعالى: * (إن الأبرار لفي نعيم) في الخبر أن النبي قال: ' هم الذين بروا آباءهم وأبناءهم '.
وظاهر المعنى أنهم المطيعون.
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»