تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٨٠
* (وما أدراك ما سجين (8) كتاب مرقوم (9) ويل يومئذ للمكذبين (10) الذين يكذبون بيوم الدين (11) وما يكذب به إلا كل معتد أثيم (12) إذا تتلى عليه).
وقوله: * (لفي سجين) هو فعيل من السجن، قال عطاء الخراساني: هو الأرض السفلي فيها إبليس وذريته.
وعن مجاهد: صخرة تحت الأرض السابعة تقلب، ويجعل تحتها كتاب الفجار.
وعن الحبر أنه قال في قوله: * (إن كتاب الفجار لفي سجين): هو روح الكافر تقبض ويصعد به إلى السماء، فتأبى السماء أن تقبله، ثم يهبط به إلى الأرض، فتأبى الأرض أن تقبله، فيهبط به تحت الأرضين، فيجعل تحت خد إبليس.
وفي بعض الأخبار عن النبي: ' أن الفلق جب في جهنم مغطى، والسجين جب في جهنم مفتوح '.
وقوله: * (وما أدراك ما سجين) قال الزجاج: لم يعلمه رسول الله حتى أعلمه الله.
وقوله: * (كتاب مرقوم) أي كتاب الفجار، وقال بعضهم: كتاب مرقوم يرجع إلى السجين، والأصح ما بينا.
قوله: * (ويل يومئذ للمكذبين) قد بينا.
وقوله: * (الذين يكذبون بيوم الدين وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) أي: أباطيل الأولين وأكاذيبهم.
قوله تعالى: * (كلا بل ران على قلوبهم) أي: غلب على قلوبهم.
قال الفراء: استكثروا من المعاصي والذنوب فأحاطت بقلوبهم.
وروى القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي أنه قال: ' إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة، فإن هو نزع واستغفر وتاب صقلت، وإن عاد زيد فيها حتى يغلق قلبه، فهو
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»