تفسير السمعاني - السمعاني - ج ٦ - الصفحة ١٧٢
بسم الله الرحمن الرحيم * (إذا السماء انفطرت (1) وإذا الكواكب انتثرت (2) وإذا البحار فجرت (3) وإذا القبور بعثرت (4) علمت نفس ما قدمت وأخرت (5) يا أيها).
تفسير سورة (انفطرت)) وهي مكية قوله تعالى: * (إذا السماء انفطرت) معناه: انشقت، ومنه انفطر ناب البعير.
وقوله: * (وإذا الكواكب انتثرت) أي: تساقطت.
وقوله: * (وإذا البحار فجرت) قال الحسن: يبست.
وعن غيره: ملئت، والمعروف فجر بعضها في بعض، العذب في المالح، والمالح في العذب، وقيل: فجرت أي: جعلت بحرا واحدا، وذلك بتفجير بعضها في بعض.
وقوله: * (وإذا القبور بعثرت) أي: بحثرت وبحثت، والمعنى: قلبت ترابها، وأخرج ما فيها من الموتى.
وفي الخبر: أن الأرض تلقى أفلاذ كبدها يوم القيامة، فتخرج كنوزها وموتاها وكل ما فيها.
ومن المعروف أن النبي قال: ' يوشك أن يحسر الفرات على جبل من ذهب، فيقتتل الناس عليه '.
قال القفال: يجوز أن يكون ما ذكره الله تعالى من هذه الأشياء قبل قيام الساعة، ويجوز أن يكون بعد قيام الساعة.
وقوله: * (علمت نفس ما قدمت وأخرت) أي: * (ما قدمت) فعملت من عمل * (وأخرت) أي: ترك من العمل، وقيل: ما قدمت وأخرت أي: ما عملت من قديم
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»